جاءت تسمية الخط بالكوفي نتيجة إلى ما كان يألفه العرب فى تسمية الخطوط التى انتهت إليهم بأسماء المدن التي جاءت منها. مثلما عرفه عرب الحجاز قبل عصر الكوفة باسم النبطي والحيري والأنباري، لأنه أتى من بلاد النبط والحيرة والأنبار – ثم المكي والمدني، لأنه انتشر فى أنحاء شبه الجزيرة من هذين الوسطين – وعرف الخط العربى فى وقت من الأوقات باسم “الكوفى” لأنه انتشر من الكوفة الى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي مصاحبًا لانتشار الاسلام.

 

والخط الكوفي من أقدم الخطوط فى بلاد العرب. وكانوا يعتنون به اعتناءً عظيمًا، ووصل الخط الكوفى فى العصر العباسى مكانة عالية نتيجة اهتمامهم به وابداعهم في تجميل رسمه وشكله، كما أنهم أدخلوا عليه الكثير من فنون الزخارف، كما أنه يتماشى مع الكُتاب فى كل هندسة وزخرفة وشكل مع بقاء حروفه على قاعدتها.

 

تم تطوير وتحسين الخط الكوفي حتى أصبح له جمال خاص، تمت الكتابة بالخط الكوفي منذ القرون الأولى حيث رحج المؤرخون حسب العصور فقالوا (كوفى القرن الأول وكوفى القرن الثاني وكوفى القرن الثالث)، وبعض المؤرخين قسموه حسب المكان فيقولون (الكوفى والشامي والبغدادي والموصلى والمغربى) وبعضهم أسماه بـ الكوفى (الفاطمى والأيوبى والحديث).

 

ويمثل الخط الكوفى مظهرًا من مظاهر جمال الفنون العربية، وقد تسابق الكُتَاب فى تطويره والتفنن فى زخرفة حروفه؛ لأن الفنان العربي والمسلم وجد فيه المرونة والمطاوعة ليتمكن من التماشي من شكل جميل إلى شكل أجمل.

 

والكتابات الكوفية غنية الأشكال وظلت تستخدم فى المنشآت المعمارية وظهرت على الرخام والخشب وعلى الصكوك النقدية وفى كثير من الفنون التطبيقية.

 

أنواع الخط الكوفي

تضاربت آراء أغلب الباحثين سواء القدامى والمحْدثين حول تصنيف أنواع الخط الكوفي في حدود المصطلح الفني، لكن لم يوفق بعض من هؤلاء الباحثين كثيرًا في استقراء هذه الأنواع بدقة ومنهجية، فظهر هذا الاضطراب جليًا فى إحصائها على أكثر من عدد، تعددت الأقوال القول فيه بداية من الظن والتخمين والاجتهاد في القراءة حتى التحليل والتفسير، بين آراء عدة منها:

 

عدد أنواع الخط الكوفي هو ثلاثة وثلاثون نوعًا.

عددها هو خمسون نوعًا.

هذا العدد هو أكثر من سبعين نوعًا.

يقوم هذا التصنيف على الوضوح فى الفروق الشكلية المجردة والزخرفية من ناحية وعلى الاستخدام الفنى او الوظيفة الجمالية المطلقة من ناحية آخرى.