بقلم: إيهاب الوزير

” هو مش كل واحد حط خرطوم ع راسه بقي كبير عرب “، جملة قالها مواطن سيناوي يسكن بإحدى القرى التابعة لمركز رمانة بمحافظة شمال سيناء، يبكي في هذه الجملة حال واضعي العقال “المرير ” فوق رؤسهم ليصنعوا من أنفسهم حكماء وكبار لعائلاتهم أو قبائلهم، ففي كلتا الحالتين لا ينفعون بشئ، بل يمكنهم وقع أشد الضرر، فهم أساتذة ورؤساء قسم في جلب المصائب ” طبعاً إلا من رحم ربي “، يداعون بأنهم قضاة وأصحاب حكمة وفض منازعات، جاهلين همجيتهم وتأخرهم العقلي سواء في حل المشاكل او حتى التفكير في حلها، ناسين جهلهم، وزوال هيبتهم في عين الصغير قبل الكبير، وذلك نتيجة لما يقومون به من ترهات، يبيعون بني عمومتهم ” لحمهم ودمهم ” من أجل فقط كلمة مجاملة من أحدهم.

فبعد أن كان أجدادهم أصحاب رآي وحكمة ، جاءوا هم لكي يمحون تاريخ أجدادهم، فهم القشة التي قسمت ظهر البعير، مسطرين تاريخ جديد كله خزي ونقض للشرف، قد يبيعون أنفسهم مقابل السلطة، قد يبيعون أراضي ذويهم من خلف ظهورهم لملئ بطونهم، محللين لأنفسهم فعلتهم وسط موجة عارمة من التبريرات الكاذبة، في لقطة ساخرة يذكروننا بالفنان إسماعيل يس حين أشتري العتبة الخضراء في أحد أفلامه، أناس يتنفسون الحماقة والرياء، ناهيك عن خوضهم في أعراض الناس، يعيشون علي مشاكل الناس، فإن خلى مجتمعهم من المشاكل، هموا راكضين لإقامة المشاكل بين الناس حتي يسترزقون، وفي نقرة أخري تعد الأكثر إثماً، فحين يقبل أحدهم علي الموت يسعي لتوريث عرش هذه الحماقة لأحد أبناء عمومته، دون النظر لخلفيته الأدبية  أو العلمية أو السياسية أو حتي مجرد تمكنه من التعامل مع نفسه، ليقع إختياره علي أفسدهم وأقلهم علماً وثقافة، ليبدأ في تعليمه أساليب جلب المصايب بأحترافية ، ويدربه جيداً علي كيفية أكل حقوق الناس، فإلى متى ستظل عقول هؤلاء الناس عقيمة، إلي متى سيظل الشباب الأحق والأجدر بقيادة السفينة منسي، إلى متى ستظل الأهالي تعاني وقع هذه الإختيارات الخاطئة، لكن الأمل بالجيل القادم الذي قد يقول كلمته ويظهرها جلياً، فقريباً وعاجلاً سيتم تغيير الجلد، ليظهر عقلاء وحكماء يضرب بهم المثل.