كتبت: إسراء عماد

واصل المحور الفكري «150 سنة مسرح»، مناقشاته وندواته لليوم الرابع، ضمن فعاليات «المهرجان القومي للمسرح المصري»، في دورته الثالثة عشر، والتي بدأت في 20 ديسمبر الجارِ، وتستمر حتى 4 يناير 2021، وعقدت اليوم الأحد، 27 ديسمبر، ندوة بعنوان «من التمصير إلى الكوميديا المصرية»، وشملت محور «الكوميديا بين الترجمة والتمصير»، والذي قدمه الناقد «أحمد هاشم»، وأدار المحور المخرج والناقد المسرحي الدكتور «عمرو دوارة».

وقال الناقد «أحمد هاشم»، إن بدايات الكوميديا في مصر، بدأت 1870، وعلى مدار 50 سنة منذ ذلك التاريخ، كانت مرحلة في منتهى التشابك والتعقيد، وتابع «هاشم»، أن إرهاصات الكوميديا في مصر، بدأت منذ عصور القدماء المصريين، وتمثلت في محاولات للإضحاك، يقدمها مجموعات وفرق لم تكن في الشكل المسرحي المعروف، ومنها مجموعة تقوم بتقليد المشيعين بشكل ضاحك في الجنازات، بعد إتمام الدفن وذلك كنوع من تخفيف الحزن عن أسرة المتوفى، وإضحاكهم، وغيرها من المحاولات في إلقاء النكات الساخرة.

وأكد «هاشم»، أن الكوميديا، تمتد في مصر إلى العصور القديمة، قبل أن يقدمها «يعقوب صنوع»، الذي اعتمد في الكثير من العروض التي قدمها على كوميديا «موليير»، وأضاف:  “قدم الكوميديا بعد «صنوع»، «أمين صدقي»، الذي أحدث نقلة في الكوميديا المصرية، حيث اعتمد بشكل كبير على كوميديا الفارس وأضاف إليها النكات، وظل متربعا على عرش الكوميديا فترة طويلة، خاصةً بعد تعاونه مع «نجيب الريحاني»، ثم اختلفا الثنائي، وترك «أمين صدقي»، الريحاني، وبدأ رحلة تعاون جديدة مع «علي الكسار»، الذي قدم معه أعمالا كثيرة ناجحة، على مدار خمس سنوات، حققا منها أرباحا هائلة، تعادل ملايين الجنيهات في الوقت الحالي”، واختتم «هاشم»، أن الكوميديا كانت تعتمد في الأساس على النصوص الأجنبية المترجمة من الفرنسية أو الإيطالية أحيانا، مشيرا إلى أن التمييز بين «كوميديا الترجمة والتمصير»، أمر في غاية الصعوبة على الباحث .

وأشار الدكتور «عمرو دوارة»، إلى أنه لم يكن هناك مسرح فرعوني واضح بالشكل المعروف عن المسرح، ولكنها كانت مجرد إرهاصات، ولم تثبت تاريخًا كما هو المسرح الإغريقي، أي أن المسرح الفرعوني لم يثبت كنصوص ومسرح ومؤلفين ومخرجين، ولكنه ظواهر كوميدية، قدمتها فرق لتحقيق البسمة، ومحاولات لإثارة الضحك، وليست عروضًا مسرحيا بالشكل المعروف.

يذكر أنه، تقام الدورة الثالثة عشر، من «المهرجان القومي للمسرح المصري»، برئاسة الفنان القدير «يوسف إسماعيل»، في الفترة من 20 ديسمبر 2020وحتى إلى 4 يناير 2021، والتي تحمل اسم دورة «الآباء»، ويحتفل المهرجان فيها بمرور 150 عاما على المسرح المصري الذي يؤرخ له منذ عام 1870.