كتبت  : شروق السيد

في خلال ثمانية وعشرون عاما قضاها الطبيب الفلسطيني “محمد الصالح الخضيري” ، في جمع التبرعات للفلسطينيين بعلم من السلطات السعودية منذ عام 1992، حيث كان أحد القيادين المؤثرين بحركة حماس الفلسطينية.

إلا أن في الرابع من أبريل 2019 ، صدرت دعوة من جهاز “رئاسة أمن الدولة” السعودي، بحق “الخضيري” ، تفيد رغبة الجهاز بالتحقيق معه في قضية صغيرة لفترة زمنية بسيطة علي حد تعبير أحد أقاربه ، إلا انه بقى قيد الاعتقال حتى اليوم، كما صدر قرار اعتقال بحق نجله “هاني” المهندس المحاضر بجامعة “أم القرى” بالسعودية ، دون توجيه تهمة واضحة، علي أساسه صرح “المرصد الاورومتوسطي” لحقوق الإنسان في بيان أصدره في السادس من سبتمبر 2019 ، إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.

“تضامن منظمة العفو الدولية”

دعت منظمة العفو الدولية، اليوم الإثنين، العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” إلى ضمان الإفراج عن المسؤول السابق عن العلاقات بين المملكة وحركة “حماس” الدكتور الفلسطيني “محمد الخضري”، ونجله الدكتور “هاني”، فورا من دون قيد أو شرط، بحسب تعبيرها، وأن حماس قد قدمت تقريرا يوضح نفي التهمة الغير واضحة، والتي لم تعلن عنها السلطات السعودية حتى  اليوم.

وأوضحت العفو الدولية إن الخضيري، البالغ من العمر81 عاما ونجله : “معتقلان منذ أكثر من عام في السعودية دون سبب حقيقي”، مشيرة إلى أنه من المقرر حضورهما اليوم الإثنين جلسة المحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، التي تختص بقضايا مكافحة الإرهاب.

وأضافت في تصريحها :” أن خلال فترة الاعتقال تعرض الدكتور محمد الخضيري، وابنه هاني الخضيري لانتهاكات جسيمة لحقوقهما الإنسانية دون مراعاة مرض القيادي الفلسطيني، الذي أكد على تدهور صحته أكثر من طبيب في المملكة،وكذلك الإخفاء القسري، والاعتقال التعسفي، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي داخل الحبس الانفرادي، كما لم يحظ الوالد وابنه بأي تمثيل قانوني منذ اعتقالهما.

“حماس ودفاعها عن الخضيري”

أشارت حماس إلى أن الخضيري مقيم في جدة منذ نحو 3 عقود، وكان مسؤولا عن إدارة العلاقة مع المملكة العربية السعودية على مدى عقدين من الزمان، كما تقلد مواقع قيادية عليا في الحركة، وأضافت أنه يبلغ من العمر 81 عاما ويعاني من “مرض عضال”.

كما أوضحت أن السلطات السعودية تنتهك حقوق الفلسطينيين داخل المملكة وتقوم باعتقالهم دون تهمة حقيقية، مؤكدة أن سجون المملكة تحوي بداخلها مئات الفلسطينيين على حد تعبيره مساجين الاختفاء القسري.

“تلبية دعوة حماس”

أكدت العفو الدولية، في تقرير لها، أن حالة الخضيري تتطلب عناية طبية فائقة، مشيرة إلى أنه يحتاج علاجا للسرطان، وإلى أنه خضع لعملية جراحية قبل اعتقاله بأسبوعين، مشددة على أن ثمة ما يبعث القلق البالغ حيال حالته الصحية، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد و تأثيراته الواضحة في المملكة .

كما أكدت منظمة العفو الدولية:” أن الخضيري مثل مع نجله في 8 مارس الماضي أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، في إطار محاكمة جماعية لـ 68 شخصا، وأضافت أنه يواجه اتهامات بـ “الانضمام إلى كيان إرهابي” ، و”إنشاء مؤسسات داخل المملكة لتمويل حماس”، مشيرة إلى أنه استقال من منصبه كممثل لحماس في السعودية منذ 10 أعوام.

“السعودية والتزام الصمت”

أكد سياسيون ان السعودية تلتزم ما يطلق عليها “الصمت الصريح”، حيث ان المملكة تتبع نهج القضايا ، دون توضيح سبب او إصدار قرار بتأكيد او نفي الادعاءات، التي يتم توجيهها للسلطات السعودية مشيرون ان موقفها أصبح ضعيفا ام المنظمات الدولية .