يعد العمل التطوعي هو النبتة الخصبة للمجتمع، حيث إن الإنسان لا يستطيع بمفردة في الكون، ولا يستطيع أن يقضي كافة احتياجاته بنفسه، كما أن فترته الطيبة تجعل بداخله رغبة كبيرة في مساعدة الغير، وتغير مجتمعه إلى الأفضل، والحصول على مدح الآخرين، ورؤية الأرض في رخاء وسعادة، فالعمل التطوعي في أبسط تعريفاته، هو تقديم يد العون إلى الآخرين لينشر السلام والمحبة في المجتمع، وهو شعور إنساني ووجداني ينبع من داخل الفرد، ثم يتطور إلى سلوك حيوي.

 

أثر العمل التطوعي على المجتمع

إن العمل التطوعي هو جهد مبذول دون مقابل مادي، من قبل أفراد المجتمع، وذلك من أجل فعل أمر خير للأخرين، أو للمجتمع، ففي العمل التطوعي خدمة للبشرية بأثرها، ففي الدين الإسلامي الحنيف من أحيا نفس كأنما أحيا الناس جميعاً، ولا سيما أن الإنسان بطبعه وفطرته يحب خدمة الغير ومساعدتهم، كما يرغب دوماً في تقديم قدر ما يستطيع من أجل أن يرى مجتمعه متقدم ومزدهر، أما عن تأثير العمل التطوعي على المجتمع فيمكن تلخيصه في الآتي:

 

يساعد العمل التطوعي على تعزيز مفاهيم الإنسانية والانتماء لدى الشباب، حيث يشعر الفرد منذ صغره، بأنه مسؤول عن المجتمع، وعن من حوله من المحتاجين، كذلك يفيد العمل التطوعي في نبذ العنف، ونبذ الأنانية، وتعزيز الشعور بالأخر، وتفضيل الغير على النفس، وحب الخير والتفاني في إسعاد الأخرين، كما أن العمل التطوعي، يزيد من قدر الإنسان أمام نفسه، ويعزز ثقته في ذاته، ويساعد في الشخص يشعر بأنه قادر دوماً على العطاء ومنح الأخرين ما يسعدهم.

 

العمل التطوعي يساعد الشباب في تعلم القيم والسلوك القويم، حيث تهذيب النفس، وإعدادها لتكون شخصية مسؤولة وسوية، كذلك الحفاظ على القيم والعادات، حيث التعامل مع المجموعة، والتعاون على الخير، يساعد على أن الشخص يكتسب قيمه وعاداته، وإن كان نسي بعضها فجماعة الخير التي يعمل معها تذكره، كما أن تطور المجتمعات، يبدأ بزراعة خير في أبنائها، فالمجتمع يتطور بيد وسواعد شبابه وفتياته، لذلك فيجب الحرص كل الحرص على تشجيع العمل التطوعي في المجتمعات العربية.

 

 

دعم الجانب النفسي للأخرين، يشعرهم بأن الجميع متساوي وراضي، وكأن الناس كلها على قلب رجل واحد، مما يساعد في نبذ العنف، وقلة الجرائم، فما من أحد يشعر بالضغينة والكراهية لأحد، وكذلك تقليل العبء الواقع على عاتق الدولة، حيث المتطوع يقلل نفقة الدولة فيما يفعله، فمنهال خدمة للوطن ولله وللمجتمع وأبنائه، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، ونشر المحبة والسعادة بين أبناء الوطن الواحد.

 

 

العمل التطوعي يخرج طاقة الشباب فيما هو نافع، وهذا خير من التفاهم لما يضرهم، فاستغلال طاقة الشباب فيما ينفع أمر مهم لهم ولذويهم ولمجتمعهم، وفي العمل التطوعي ينصهر كل الطوائف والأحزاب والأديان، مما يجعل الكل يتقبل الأخر، ويقلل من الإرهاب والعداء، ويجعل الكل لديه ثقافة الاختلاف.

 

الحد من الأفعال القميئة والبذيئة، التي قد يفعلها أشخاص غير مسؤولين، كذلك الحفاظ على نظافة المجتمع دوماً، فمثلاً الشباب الذين زرعوا الشجر لا يمكن أبداً أن يقطعوه، ولا يسمحوا لأحد أن يقطعه، كما أن العمل التطوعي يساعد على إعداد رؤساء ونواب ووزراء، يعرفوا قيمة المجتمع ويستطيعون تطويره والحفاظ عليه، وأخيراً ينشر العمل التطوعي الثقافة، ويدعم القيم الإنسانية الجميلة التي تزهر في المجتمع عقول قادرة على التطوير.