الكتابة هواية رائعة ومهارة بالغة الأهمية للجميع. لا يوجد أي قيود لتصنيف الكتابة بين مقالات وتقارير أو كتابة واقعية أو كتابة روائية تتناول المغامرات أو الخيال العلمي أو كتابة الشعر، وليس انتهاءً حتى بكتابة تقارير العمل أو المنشورات على فيسبوك؛ لك كامل الحرية للتخيل والإبداع كل الوقت، وحدودك هي السماء، وما ورائها في حقيقة الأمر. ما يتعلمه المهتم بالكتابة أول الأمر هو أن الكتابة أكبر بكثير من عملية وضع القلم على الأوراق وانتظار الإلهام، بل دائمًا ما يتطلب الأمر الكثير من القراءات السابقة والبحث والتفكير واستدعاء التجارب الشخصية والأدلة التي تثبت فكرتك، ونهاية بعد كل ذلك تأتي مرحلة المراجعة والتنقيح. لا يوجد ما يضمن أن تناسبك نفس طرق الكتابة مهما أثبتت نجاحها مع كتاب آخرين، لذلك يبين الكاتب والروائي علاء سرحان صاحب رواية “صدفة جميلة أم هو قدر أجمل” بعض الطرق لتنمية موهبة الكتابة لديك وذلك في في النقاط التالية:

 

تطوير أسلوبك في الكتابة

حدد لنفسك الأسباب التي تدفعك للكتابة. يمكن للكتابة أن تكون هواية شخصية للغاية أو ربما أنك طامح لنشر سلسلة من الكتب ومشاركة أفكارك وخيالاتك مع القراء. قد تكون حاجتك لتعلم الكتابة مرتبطة كذلك بالحاجة لكتابة مقال مدرسي أو لأنك تحتاج إليها بشكل أو آخر في مهامك العملية في وظيفتك الحالية. الكتابة عملية صياغة للأفكار ونقلها للآخرين؛ أي أنها شبيهة تمامًا بالكلام والمحادثات، ويعني ذلك أنها مهارة مهمة للجميع أيًا كانت استخداماتها، وليست مقتصرة على من وُلدوا لديهم موهبة الكتابة. يقدر أي شخص في العالم على تحسين مهارته في الكتابة، ونقطة الانطلاق نحو هذا الهدف هي أن تتعرف على أهدافك ودوافعك من وراء الكتابة. يُسهل ذلك كثيرًا من مهمتك ويحدد لك ما تحتاج للتركيز عليه للمضي قدمًا.

 

اقرأ للعديد من الكُتاب المختلفين أصحاب أساليب الكتابة المتنوعة وفي أكثر من نوع أدبي. اقرأ لمجموعة واسعة من المؤلفين والكتاب في الرواية والشعر والمقالات والتقارير الصحفية. اطلع على مختلف الأنواع الأدبية، سواء تلك التي تشغل اهتماماتك أو غيرها التي لم تظن أبدًا أنك مهتم بقراءتها. تتعرف من خلال ذلك على أساليب الكتابة المختلفة وتُوسع مداركك بخصوص صوت الكاتب وصياغته للأفكار. يُقال أن الكتابة مجرد عملية استدعاء للذاكرة، وتكون مهمة ذلك الاستدعاء أسهل عندما يتوفر لديك ذاكرة مشحونة بالأفكار والصيغ والمفردات، وتظهر هنا أهمية القراءة؛ فهي أداة شحن الذاكرة الأفضل على الإطلاق. سوف تنعكس قراءاتك على أسلوبك وصوتك المميز في الكتابة.

 

فكر بشكل مستمر في الموضوعات والحبكات والشخصيات التي ترغب في إضافتها لنصوصك. تحتاج دائمًا قبل البدء في الكتابة إلى امتلاك فكرة مبدئية حول ما أنت بصدد الكتابة حوله، وهو ما يُعرف بعملية “العصف الذهني” أو استغراق الكتاب المستمر بداخل عقولهم بحثًا عن شيء يمكنهم الكتابة حوله. يمكنك مثلًا أن تشعر برغبة عارمة لكتابة رواية عاطفية عن قصة حب بين مصاص دماء وفتاة من الزومبي! يمكنك الكتابة عن النباتات أو المحادثات الدائرة بين الجمادات الصامتة في المنزل التي لا يمكن لك ولأسرتك الاستماع إليها. يمكنك حتى أن تكتب عن نفسك، سواء ذكرياتك في الماضي أو معالجتك للأفكار في ذهنك في اللحظة الحالية أو تخيل شكل نفسك في المستقبل. من كل مفترق طرق يمكنك أن تخرج لملايين الاحتمالات والأفكار الأخرى التي لا تنتهي.