كتبت : مني محمود

لقيت قصة زفاف “عبدالرحمن”و “منار ” أشهر عريسان من قصار القامة في الآونة الأخيرة إقبالاً وإعجاباً كثير من الجمهور المصري والعربي فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصتهما بشكل كبير على صفحاتهم ، معبرين عن سعادتهم بالعريسان.

وكشف الشاب “عبدالرحمن بركات” لـ«شبكة يو دبليو إن الإخبارية» تفاصيل قصة الحب وبداية التعارف على زوجته “منار” من خلال التدريب إذ إنه لاعب في منتخب مصر لكرة القدم لقصار القامة، ويعرف شقيقها في المنتخب، وتعرف عليها حينما كانت تأتي لحضور المران.

ووفقاً لما ذكره “عبدالرحمن” في تصريحاته الخاصة بـ« شبكة يو دبليو إن الإخبارية» قائلاً:”كنت بسلم عليها هي ومامتها في التدريب ، والجميل بين قصار القامة إن الكل عارف بعضه ، لحد ما ظهرتلي على الفيس وعرفنا بعض أكتر وأكتر وإتفقنا إني هجيب والدتي في التمرين وتقعد معاها ومع والدتها”.

وتابع :”بالفعل قعدوا مع بعض وبعد ما خلصوا اتفقوا ان هتكون في مقابلة للتعارف بيننا وللاتفاق وتكون في الإسماعيلية في منزل “منار”، وذهبنا إلى هناك وانتهت هذه المقابلة بالإتفاق على كل شئ وقرأنا الفاتحة ، وإتفقنا على موعد الخطوبة”.

وأضاف:”تم تأجيل هذا الموعد بسبب إن كان عندنا بطولة في دولة «المغرب»وكسبنا وتأهلنا لكأس العالم وجت الكورونا لغبطت كل شئ «كان نفسي أعمل فرح كبير واعزم ناس كتير»لكن مفيش نصيب واقتصر الفرح على 50 شخص فقط من العائلتين وأصدقائنا ، وهذا بشرط من صديقي التي أهدى لنا الڤيلا الخاصة به لعمل زفافنا بها وكان شرطه الوحيد هو أن لايزيد عدد الحضور عن 50 فرداً .

وعن رد فعله بعد انتشار قصة حبهما على مواقع التواصل الإجتماعي بهذا الشكل وترحيب الجمهور بهما قال :”مبسوط جداً وسعيد جداً بها لإني قدرت أثبت للناس أنك ممكن تنجح في أي حاجة سواء عمل أو رياضة أو أي شئ ، وهناك أطفال لايعرفون من هم قصار القامة، لذلك أنصح جميع زملائي وذوي القدرات يتعايشوا مع الواقع “نزل صورك على النت وخلي الناس تشوفك والأطفال تعرفك .. علشان لما تمشي في الشارع محدش يستغربك ولا يتنمر عليك”.

وتابع:”الطفل بالنسبالي مش مشكلة مشكلتي مع الكبير وهناك كثير من الناس التي تعاني نفسياً بسبب هذا الأمر ، والكلمة ممكن تدمر شخص أهالي ذوي القدرات بيخافوا يعلموا أولادهم وبيخافوا يلاعبوهم رياضة أو يكمل تعليمه ، ولكي تنجح عليك بإثنين الرياضة والعمل ، وأنا أشكر والدي على دعمه لي في ممارسة الرياضة” .

 

وعن الصعوبات التي يواجهها في المجتمع قال:”قصاري القامة يعانون من المواصلات والطرق ، بسبب فرق الطول والمهندس التي قام بتخطيط هذه الطرق لم يضع “قصار القامة” في حسابه نهائي ، هناك طرق خارج مصر خاصة بذوى القدرات للتمشية والمواصلات الخاصة بهم”.

واستكمل قائلاً:”لايوجد هنا طرق أو إمكانيات خاصة في المواصلات لنا ، وحتى في حالة وجود جهاز خاص بنا في المواصلات سيبيعها السائقين ، لاننا نعاني من ثقافة الشعب والجهل الإجتماعي في هذا الأمر” .

 

وتابع:”وسبب ظهوري من أجل الأطفال بعد مدا لما تشوف قصار القامة متستغربش ولا تتنمر عليه ، لو ربنا كرمني بطفل من قصاري القامة مش عايزه يعاني أهلي لما بيمشوا معايا وحد يتنمر عليا بيتدبحوا علشان المشكلة في ثقافة الشعب والتربية والأهل”.

وأضاف:”بسعى للحصول على بطولة ليست باسم “عبدالرحمن” وإنما لتحقيق بطولة لقصار القامة وذوي القدرات وإثبات دورهم وفاعليتهم في المجتمع وإنهم أيضاً قادرين على تحقيق الإنجازات وإحراز البطولات للدولة”.

وأردف قائلاً:”ولقد تم تأجيل بطولة إفريقيا بسبب أزمة كورونا التي اكتسحت العالم ،ولدينا فريق قوى تقدر تنافس به بقوة وهذه بشهادة الإتحاد الدولي ، ومصر ستحرز مركزاً في بطولة إفريقيا إما مركز أول أو ثاني أو ثالث وهذه ثقة في الفريق”.

كما توجه برسالة للأهالي:”لو ماشي مع إبنك وقابلت حد من قصار القامة .. متضربش لو اتريق لانك كدا مبتعلموش هو هيسكت دلوقتي لكن من وراك هيتنمر .. علمه وفهمه ان دي خلقة ربنا وان الناس دي طبيعية وزيها زيك”.

وعن أحلامه التي يتمناها قال:”أحقق بطولة دي حلم حياتي .. ونفسي ربنا يرزقني بطفل أربيه وأعلمه لحد الجامعة ويشتغل شغلانة كويسة”.

كما تحدث عن الجهل في التعامل مع قصار القامة في المجتمع قائلاً:”لو الرئيس طلع ووجه بحسن التعامل مع قصار القامة برضوا المشكلة في المجتمع لإنها ثقافة شعب”.

وتسائل:”هل الأطفال من إبتدائي لديها علم في كيفية التعامل مع ذوي القدرات ؟ .. عندما يرى الطفل شخص من ذوي القدرات ويتنمر عليه يصبح الخطأ من الدولة ومن وزارة التربية والتعليم ليس من الطفل”.

كما روى بعض قصص التنمر التي تعرض لها زملائه :”حد من زمايلي كان بيركب المترو وشافته سيده ومعها ابنها ، فطلبت الست من ابنها مشاهدة هذا الشخص قائلة”شوف الولد دا”.

وقصة أخرى لفتاة طلبت منها معلمتها في المدرسة أن تأتي لها بالقلم من السبورة وعندما ذهبت هذه الطالبة لتنفيذ طلب المعلمة سقطت في الأرض بعد عدد من المحاولات في الحصول على القلم وإعطاءه للمدرسة ولفرق الطول سقطت هذه الطالبة فضحك و سخر منها زملائها مما أصابها بنوع من الإحباط والخذلان و الحرج وعادت إلى منزلها مريضة بسبب هذا الأمر”.

وعن الرياضة بالنسبة له قال:”حياتي كلها الرياضة وكنت بسيب شغلي علشان التمرين ومديري وزملائي كانوا داعمين لي ومؤمنين بي ، ولو إعتزالت هشتغل مدرب .. لإني نفسي أحقق بطولة وأعمل إنجاز لبلدي ولقصار القامة لإن الأجيال الجاية تقول الولد دا عمل حاجة وحقق بطولة لنا دا أهم شئ عندي”.

كما توجه بطلب لوزير التربية والتعليم قائلاً:”التعليم لازم يتحط فيه درس خاص يدعو لعدم التنمر وكيفية التعامل مع ذوي القدرات الخاصة ، لازم الأجيال المقبلة تعلم أنه ليس هناك فرق بيننا «كلنا زي بعض» “.

وأنهى حديثه قائلاً:”قصتي أنا ومنار هتنتهي وتتنسي لكن قصة عبدالرحمن لاعب الكورة عمرها ما هتنتهي”.

وتزوج “عبدالرحمن” و”منار” في حضور نحو 55 شخصا خلال أغسطس الماضي، مراعاة للإجراءات الاحترازية والوقائية للحماية من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19″، وذلك بعدما جرى كتب الكتاب في يوليو الماضي.

وعبد الرحمن محمد، لاعب ومدافع منتخب مصر لكرة القدم لقصار القامة، وحاصل على بكالوريوس تجارة، ويعمل محاسبا فى إحدى الشركات الخاصة، وزوجته منار مسعد، البالغة من العمر 23 سنة، حاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة قناة السويس، دفعة 2019، وبطلة ألعاب قوى، وحاصلة على الطالبة المثالية بجامعة قناة السويس.