كتب: إيهاب الوزير

ترعة السلام هي أحد مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية الكبرى في مصر، والتي تهدف إلى تنمية أراضي سيناء. يبدأ مأخذ ترعة السلام غرب قناة السويس عند الكيلو 219 علي فرع دمياط أمام سد وهويس دمياط – تمتد الترعة جنوب شرق في اتجاه بحيرة المنزلة، ثم جنوبا حتي تتلقي مياه مصرف السرو – ثم تتجه شرقا فجنوبا علي حواف بحيرة المنزلة حتي تتلقي مياه مصرف حادوس – ثم تتجه شرقا حتي قناة السويس عند الكيلو 27.800 جنوب بورسعيد – ثم تعبر أسفل قناة السويس عن طريق السحارة، ومن ثم تمتد منها ترعة الشيخ جابر الصباح إلي شرق قناة السويس ويتفرع من الترعة مجموعة من الترع الفرعية والتوزيعية، وتم تنفيذ الترعة حتى كيلو 86-500 بمنطقة بئر العبد، وهى تسير فى منطقة سهل الطينة ذات الطبيعة الطينية، والترعة مبطنة بالجابيونات فى هذه المسافة، وذلك لتثبيت ميول الترعة فى هذه المنطقة، وتمتد بطول 62 كم فى مناطق رابعة وبئر العبد ذات الطبيعة الرملية والترعة مبطنة بالخرسانة العادية فى هذه المسافة، نظراً لطبيعة التربة الرملية عالية النفاذية؛ ولأن للأسف رغم ما اكسبته المنطقة من تطور في المال الزراعي وخلافه، ألا أن الحكومة والسلطة القائمة بالبلاد تجاهلتها بشكل كبير، فبعد ركود تام وجفاف دام لسنوات عدة بدأت الحياة تدب فيها من جديد ، فبعد إن كانت مليئة بالرمال والصخور عوضاً عن الماء ، الذي هو شريان الحياة بالنسبة لتربة ذات طبيعة رملية مثل منطقة رمانة وبئرالعبد ، ها هي تبدأ تنبض من جديد ، ولكن وسط تهجير لأصحاب المزارع والمواطنين المقيمين علي حوافها .

ولو فكرنا لبرهة في أمر ترعة السلام عامة وترعة الشيخ جابر الصباح خاصة، نجدها مهمشة من قبل الحكومة والسلطات المختصة، دون حتي تقليب ملفها سواء بالإيجاب أو بالسلب، فكيف لهذا أن يكون..؟!! فهذه الترعة تتمثل في رقي وازدهار المنطقة التي تمر بها في كافة المجالات , فسريان المياه بها والعمل عليها سيجعل من الأراضي المحيطة بها أراضً حية ويافعة تقدم خيرها لأهل منطقتها والمجتمع ككل، أيضا ستخلق فرص عمل للشباب بشكل كبير، مما يساعدهم علي النهوض بحالاتهم المعيشية وأن يعيشوا حياة كريمة بعض الشئ ، كما أنها سوف تعمل علي تحويل مساحات كبيرة من الأراضى الفضاء لمزارع ، مما يجعلها تساهم فى إعادة خريطة المنطقة بتجمعات سكانية وحركة عمرانية وعجلة إنتاج جديدة من نوعها فى هذه الأماكن التي يقطنها أهالى سيناء .

وقد صرح النائب سلامة الرقيعى عضو مجلس النواب بشمال سيناء قائلاً : أن مشروع ترعة الشيخ جابر الصباح هو الأمتداد الطبيعى لمشروع ترعة السلام وينتظر أن يتحول لمشروع كبير للتوطين والإنتاج الزراعى ويأمل أهالى شمال سيناء سرعة انتهائه خصوصا أن البنية التحتية المتمثلة فى الحفر والتبطين سبق وتم الانتهاء منها، وان المساحات الزراعية التى ستنشأ على جانبى الترعة وفرعها الممتدة ستغير بشكل تام طبيعة المنطقة وتحولها من أراضى تعتمد على زراعات بسيطة لزراعات متجددة يوازيها مشروعات إنتاج وتصنيع زراعي.

وأشار النائب الرقيعى، أن الأهالى أصيبوا بحسرة خلال السنوات الماضية بعد أن توقف المشروع، وهم يرون مسارات الترعة جافة بلا مياه تجرى فيها ولا استفادة منها .

ومن المعروف أيضاً أن الرئيس السابق أنور السادات شرع فى التخطيط لمشروع ترعة السلام، بعد أن أعلن فى حيفا أنه سوف ينقل مياه النيل لصحراء النقب فى إسرائيل ، ثم أكد بعد ذلك أن ترعة السلام سوف تصل إلى القدس .
وفى خطاب بعثه السادات إلى مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق قال فيه : ” حيث أننا شرعنا فى حل شامل للمشكلة الفلسطينية ، فسوف نجعل مياه النيل مساهمة من الشعب المصرى باسم ملايين المسلمين كرمز خالد وباق على اتفاق السلام ، وسوف تصبح هذه المياه بمثابة محياة زمزم لكل المؤمنين أصحاب الرسالات السماوية فى القدس ودليلا على أننا رعاة سلام ورخاء لكافة البشر” . وتم نشر نص هذا الخطاب فى مجلة أكتوبر الأسبوعية لسان الحزب الوطنى الحاكم فى عددها بتاريخ 16 يناير عام 1979 تحت عنوان “مشروع زمزم الجديد ” .

فكل هذه الأمور تعتبر إيجابيات للمشروع العظيم، الذي تهمشته الحكومة وأعتبرته ملفاً قديماً لقي حتفه في الأرشيف.

ويبقي السؤال قائماً ، هل سيأخذ الشعب إيجابيات هذه الترعة ويعيش الحياة متأملاً في الغد أم إن الحكومة لها رأي اخر …؟!