كتبت:هبة ميلاد

شكل الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، لجنة من كلية العلوم بقسمي “الجيولوجيا والكيمياء” لمعرفة احتمالية سبب هذه النيران الصاعدة من بئر مياه جرجا، الذي حفره الأهالي بمنطقة الجبل الغربي بسوهاج، لري الزراعات بالمنطقة.

وقامت اللجنة اليوم بزيارة الموقع على الطبيعة لمعاينة الحدث ، وبعد المُعاينة، أكدت اللجنة أن المنطقة التي يقع فيها البئر تحتوي على نوعين من التكوينات الصخرية.

وأوضحت اللجنة أن دراسة قد اجريت سنة 2001 على منطقة غرب سوهاج، ابتداءً من الكوامل شمالًا إلى أولاد سلامة جنوبًا عن طريق فريق عمل من قسم الجيولوجيا، وقد تبين من هذه الدراسة احتمالية تواجد خزانات بترولية، نظرًا حوض ترسيبي عميق، حيث ان سمك الغطاء الرسوبى يتراوح ما بين 1200 الى 1500 م، وكذلك وجود تراكيب جيولوجية تحت سطحية، مثل: الفوالق العادية، والطيات المحدبة التي تعتبر من أهم المصايد البترولية.

وذكرت اللجنة أنه قد تبين أن النيران قد اشتعلت في غاز كان متواجدا تحت ضغط مع وجود كميات من المياه المحيطة به.

كما أوضحت اللجنة أن هناك احتمالين لوجود هذا الغاز:

الاحتمال الأول:

هو تسرب غازي من مكمن هيدروكربونات احتمالية تواجده في صخور الطفلة الزيتية، التي تتبع متكون الداخلة التابعة للزمن الطباشيري العلوي، والتي تقع على عمق 600 الى 800 متر تقريبا، وقد يحدث تسرب الى أعلى خلال الشقوق والفواصل في الصخور التي تعلوه، وتتجمع في طبقات الحجر الرملي الخاصة بالزمن الرابع إلى أن وصل إلى الموقع المشار اليه، وهو بالتالي غاز من أصل بترولي، ولا بد أن يتكون من الغازات البترولية الطبيعية.

الاحتمال الثاني:

هو غاز ناتج عن تحلل مواد نباتية وأشجار دفنت من ملايين السنين على عمق حوالى 200 متر تحت سطح الأرض، وهو غاز الميثان CH4 المصاحب للرواسب الفحمية، وهو غاز سريع الاشتعال، وعندما كانت البريمة تحفر وصلت درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، علاوة على الحرارة الناتجة عن الاحتكاك، أدت الى انفجار هذا الغاز، كما يحدث فى مناجم الفحم، مما أدى إلى طرد المياه الموجودة معه بمجرد وصول ثقب الحفار إليه، وأن هذا الغاز ليس من الغازات البترولية الطبيعية .

ضمت اللجنة الدكتور أحمد عزيز، أستاذ المياه الجوفية بقسم الجيولوجيا ورئيس الجامعة، والدكتور كمال محمد السيد خليل، استاذ الكيمياء الغير عضوية بقسم الكيمياء وعميد كلية العلوم، الدكتور عبدالباسط ابوضيف، أستاذ الجيوفيزياء بقسم الجيولوجيا ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتور فاروق عبدالرحمن، أستاذ الجيوفيزياء المتفرغ بقسم الجيولوجيا، الدكتور توفيق محمد مهران، استاذ الرسوبيات المتفرغ بقسم الجيولوجيا.

وأوصت اللجنة بسرعة حفر بئرين اختباريين باتجاه الجنوب الموازي له واتجاه الغرب ناحية الهضبة من البئر المشار إليه،  وذلك لوصف العينات الصخرية اللبية وصفا دقيقا، ومراقبة احتمالية تواجد الغاز بها و عمل مسوحات سيزمية انعكاسية عميقة، من خلال شركات البترول لدراسة التتابع الطبقي بدقة، وكذلك التراكيب الجيولوجية تحت السطحية وامكانية تواجد الهيدروكربونات بها