مع إسدال الستار اليوم على فعاليات الموسم الحالي للدوري الإسباني لكرة القدم، تجتذب المواجهة بين ليغانيس وريال مدريد اهتماماً كبيراً بين جميع المباريات العشر التي تشهدها المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة من المسابقة اليوم. وحسم ريال مدريد اللقب لصالحه من خلال مباريات المرحلة الماضية، موسعاً الفارق بينه في الصدارة وبين منافسه التقليدي العنيد برشلونة إلى سبع نقاط قبل منافسات المرحلة الأخيرة من المسابقة.

وضمن ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وأشبيلية المقاعد الأربعة لفرق الدوري الإسباني في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، كما هبط إسبانيول وريال مايوركا رسمياً إلى دوري الدرجة الثانية قبل مباريات اليوم التي تحسم الفريق الثالث الهابط معهما والذي ينحصر بين ليغانيس (35 نقطة) وسلتا فيغو (36 نقطة). ولهذا، وعلى الرغم من حسم لقب المسابقة، ستشهد المرحلة الأخيرة من البطولة اليوم حسم العديد من الأمور الأخرى منها الفريق الثالث الهابط لدوري الدرجة الثانية وكذلك حسم شكل المنافسة على المراكز المؤهلة لمسابقة الدوري الأوروبي.

وفيما يحل ريال مدريد بمعنوياته العالية ضيفاً على ليغانيس، يحل برشلونة ضيفاً بمعنويات سيئة على ديبورتيفو ألافيس، حيث يبدو مستقبل كيكي سيتين المدير الفني لبرشلونة، على المحكّ حالياً بعد خسارة الفريق على ملعبه أمام أوساسونا يوم الخميس الماضي، في المرحلة قبل الأخيرة من المسابقة. ولم يكن ريال مدريد، الذي تغلب في نفس المرحلة على فياريال 2 – 1، بحاجة لهزيمة برشلونة من أجل التتويج بلقبه الرابع والثلاثين في تاريخ الدوري الإسباني ولكنّ الطريقة التي خسر بها برشلونة أمام أوساسونا قد تكون سبباً في الإطاحة بالمدرب سيتين.

ولدى سؤاله عما إذا كان من الممكن أن يستمر مع الفريق، الذي يستعد في الفترة المقبلة لمواجهة نابولي الإيطالي في دوري الأبطال الأوروبي لدى استئناف نشاط المسابقة في أغسطس (آب) المقبل، قال سيتين: «أعتقد هذا. نعم. لا أعلم ولكنني أتمنى». وقال سيتين في مؤتمر صحافي عشية المرحلة الأخيرة من «الليغا»: «صحيح أنني كنت أتمنى لو أنني أكثر سعادة، مع نتائج أفضل ولقب، لكنني استوعبت جيداً أن الخسارة هي احتمال دائم. يجب تقبل طريقة التعامل الإعلامي (معه)، لكن هذا الأمر ليس جديداً، لقد اختبرته سابقاً وأعيشه اليوم أيضاً». لكنه أكد أن «الرغبة في الاستقالة هي شعور لم يراودني على الإطلاق»، متابعاً: «في يوم تعييني، قلت إنني سأستغلّ هذه الفرصة حتى اليوم الأخير. كنت أعرف أن ذلك لن يكون سهلاً. في هذه المهنة، ثمة بعض المخاطر الواجب تحملها، لكنني أواصل الاستفادة من منصبي في برشلونة رغم كل الظروف».

ورفض سيتين تفسير انتقادات -أهم شخصية في فريق برشلونة وهو المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أصدر حكمه السلبي بعد الخسارة أمام أوساسونا- على أنها موجهة إليه بالذات. وقال: «كلّا، على الإطلاق. جميعنا نقول أشياء قد يتم تفسيرها بشكل خاطئ. الغضب طبيعي في هذا النوع من اللحظات، لكنني لا أعيرها (الانتقادات) أهمية كبيرة».

وتلقى سيتين بالفعل تقييماً سلبياً من ميسي الذي أصدر حكمه السلبي بعد الخسارة أمام أوساسونا. وقال ميسي: «قلت منذ فترة إنه إذا استمررنا على هذا النحو، سيكون من الصعب حقاً الفوز بدوري أبطال أوروبا. ولم يكن شكلنا جيداً بما يكفي للفوز بلقب الدوري الإسباني. إذا لم يكن لدينا رد فعل لن نتغلب على نابولي». وأوضح: «لا نريد إنهاء موسمنا في الدوري الإسباني بهذه الطريقة. ولكن هذا يعكس كيف سارت الأمور في موسمنا هذا». وأضاف: «كنا فريقاً ضعيفاً لا يتمتع بالتماسك. الفرق المنافسة تغلبت علينا في قوة الأداء وهز شباكنا بسهولة. خسرنا العديد من النقاط التي كان يجب ألا نفقدها».

وتتناقض حالة الحزن واليأس في برشلونة بشكل هائل مع السعادة الغامرة في ريال مدريد. وطالب فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد، بمنح المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم هذا العام بعدما سجل هدفين قاد بهما الفريق للفوز 2 – 1 على فياريال الخميس الماضي ليرفع رصيده إلى 21 هدفاً في المركز الثاني بقائمة هدافي الدوري الإسباني هذا الموسم. وأسهم بنزيمة بشكل كبير من خلال هذه الأهداف في فوز ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني هذا الموسم. وقال بيريز: «بنزيمة يجب تتويجه بجائزة الكرة الذهبية… لم أرَ لاعباً يقدم هذا المستوى العالي هذا الموسم مثلما هو الحال بالنسبة لبنزيمة». وما زالت الفرصة سانحة أمام بنزيمة للتتويج بلقب هداف الدوري الإسباني هذا الموسم حيث يتصدر ميسي قائمة الهدافين برصيد 23 هدفاً بفارق هدفين فقط أمام بنزيمة.

ويحتاج ليغانيس بقيادة مديره الفني خافيير أغيري إلى الفوز على الريال اليوم، للحفاظ على فرصة ممكنة للبقاء في دوري الدرجة الأولى بشرط عدم فوز سلتا فيغو على مضيفه إسبانيول. وكان ليغانيس قد تغلب على أتلتيك بلباو 2 – صفر يوم الخميس الماضي، ولكن استمراره بدوري الدرجة الأولى لن يتوقف الآن على نتيجته فقط وإنما على نتيجة سلتا فيغو الذي يرغب أيضاً في البقاء وتجنب الهبوط.

وفيما ضمن فياريال المشاركة في دور المجموعات بمسابقة الدوري الأوروبي، يسعى ريال سوسييداد (55 نقطة) وخيتافي (54 نقطة)، صاحبا المركزين السادس والسابع، إلى ضمان المشاركة في المسابقة أيضاً بالموسم المقبل. ويحل سوسييداد ضيفاً على أتلتيكو مدريد الذي يحتاج أيضاً للفوز من أجل إنهاء الموسم في المركز الثالث متقدماً على أشبيلية الذي يلتقي فالنسيا، اليوم، في نفس المرحلة، علماً بأن فوز فالنسيا قد يمنحه مقعداً في الدوري الأوروبي حال تعثر أيٍّ من خيتافي أو سوسييداد. ويحل خيتافي ضيفاً على ليفانتي فيما يلتقي فياريال مع إيبار، وبلد الوليد مع ريال بيتيس، وغرناطة مع أتلتيك بلباو، وأوساسونا مع ريال مايوركا، في باقي مباريات المرحلة، اليوم.