وكالات  

مددت تركيا، صباح اليوم الخميس، مهمة مثيرة للجدل للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وأعلنت عن تدريبات بحرية جديدة في وقت يخشى من أن يخرج نزاعها مع اليونان والاتحاد الأوروبي على موارد الطاقة والحدود البحرية، عن السيطرة.
وأعلنت البحرية التركية تمديد مهمة سفينة المسح الزلزالي «عروج ريس» والسفن الحربية المرافقة خمسة أيام إضافية تنتهي الثلاثاء، كما أعلنت عن خطط لإجراء «تدريبات للمدفعية» على أطراف مياهها الإقليمية في الزاوية الشمالية الشرقية للمتوسط يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن التدريبات على إطلاق النار لا تتعلق بنزاع تركيا مع اليونان على مسألة الوصول إلى احتياطات اكتشفت مؤخرا، يمكن أن تقدم لأوروبا موارد كبيرة جديدة للطاقة وتخفض اعتمادها على روسيا. لكنه تعهد بنبرة تحد مواصلة أنشطة تركيا المختلفة في شرق المتوسط «طالما كان ذلك ضروريا».
والدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي «الناتو» تقومان بتدريبات عسكرية متقابلة، في نزاع يمكن أن يعرض للخطر وصول أوروبا إلى مخزونات كبيرة من الطاقة ويفاقم الأزمة في ليبيا وأجزاء من الشرق الأوسط.
ودعت ألمانيا، الخميس، قبيل اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في برلين حول الأزمة إلى أن توقف الدولتان مناوراتهما البحرية إذا كانتا حقا ترغبان في حل سلمي للنزاع.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي حاول القيام بوساطة بين الطرفين، للصحافيين: «الشروط المسبقة لهذه المحادثات هي أن تتوقف هذه المناورات في شرق المتوسط».

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، إلى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس التركي رجب إردوغان، في أول تدخل مباشر له في الأزمة المتصاعدة. وأعلن البيت الأبيض أن ترمب «عبر عن القلق إزاء تفاقم التوتر بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي اليونان وتركيا».
وقال ميتسوتاكيس لاحقاً إن أثينا «على استعداد لخفض التصعيد بشكل كبير لكن شرط أن توقف تركيا فورا أعمالها الاستفزازية»، وقد رفض إردوغان القبول بشروط مسبقة قبل التحدث إلى اليونان.
وذكرت الرئاسة التركية أن إردوغان «ذكر ترمب بأن بلادنا ليست من يتسبب بعدم الاستقرار في شرق المتوسط»، وأضافت أن إردوغان «شدد على أن تركيا اتخذت خطوات ملموسة تثبت أنها تقف مع خفض التوتر والحوار».
وتقود فرنسا، القوة العسكرية الكبيرة في الاتحاد الأوروبي، الدعم الأوروبي لليونان، وشاركت سفن حربية فرنسية وطائرات مقاتلة في التدريبات العسكرية اليونانية التي انضمت إليها إيطاليا وقبرص قبالة كريت، الأربعاء فيما أجرت تركيا تدريبات أصغر حجما مع سفينة حربية أميركية في منطقة مجاورة.
وأثار التدخل الفرنسي بشكل خاص استياء تركيا، وفي مقابلة تلفزيونية خاطب أكار فرنسا قائلا: «انتهى وقت الترهيب، لا مجال لكم لإجبارنا على القيام ببعض الخطوات من خلال الترهيب». وعن الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة قال إن «التفكير في منع أو تغيير أنشطة تركيا أو القوات المسلحة التركية حلم بعيد المنال».
وحض اليونان على الكف عن الاختباء وراء فرنسا أو الاتحاد الأوروبي وقال: «كتركيا واليونان، علينا أن نحل مشكلاتنا من خلال المحادثات، نقول علينا أن نتحدث، نقول بحوار ونريد حلا».
ويبدو الاتحاد الأوروبي من ناحيته منقسما حول كيفية الرد، وفشل مسعى اليونان لاتخاذ تدابير ملموسة ضد تركيا خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 14 أغسطس (آب).
وحصل موقف تركيا على بعض الدعم من دول أوروبية جنوبية يمكن أن تتأثر بشكل مباشر في حال رد إردوغان ضد التكتل. ويتوقع أن تكرر اليونان مسعاها في اجتماع للاتحاد الأوروبي في برلين يومي الخميس والجمعة.