قراءة في تجربة الأديبة والشاعرة سارة طالب السهيل

» منوعات » أدب وثقافة » قراءة في تجربة الأديبة والشاعرة سارة طالب السهيل

شبكة يو دبليو إن الإخبارية

: 3 مايو 2025
: أدب وثقافة
: لا يوجد تعليقات

قراءة في تجربة الأديبة والشاعرة سارة طالب السهيل

بقلم ..علاء الأديب

التقديم

سارة طالب السهيل كاتبة وشاعرة عراقية أردنية، عُرفت بتنوع نتاجها الإبداعي بين الرواية، القصة، الشعر، وكتابات الطفل، ما يجعلها صوتًا أدبيًا متعدد الأبعاد، يمتلك رصيدًا واسعًا من التفاعل الإنساني والثقافي والاجتماعي. تنتمي لعائلة عراقية عريقة، وهي ابنة السياسي العراقي المعروف طالب السهيل.

الولادة والنشأة:

………………..

وُلدت سارة طالب السهيل في الأردن ، و عاشت مراحل من حياتها واستقرت فيها ، عُرفت ككاتبة وأديبة منذ صغرها، وبدأت النشر مبكرًا في الصحف العربية. نشأت في بيئة نخبوية، وتأثرت كثيرًا بوالدها الذي كان حريصًا على تكوينها الثقافي والوطني.

التعليم والثقافة:

…………………..

تلقت تعليمها في مدارس أردنية وبريطانية، واهتمت بالعلوم السياسية والحقوق إلى جانب الأدب، كما حصلت على دورات في التربية الإعلامية وكتابة قصص الطفل، ما أسهم في تشكيل أسلوبها الكتابي الواعٍ والمركّب.

أثر الوالد السياسي:

……………………..

كان لوالدها طالب السهيل دور عظيم في تكوين رؤيتها تجاه القضايا الكبرى، حيث حملت حسًا وطنيًا عاليًا، ودفاعًا عن حقوق الإنسان والطفولة، كما تبنّت خطابًا إنسانيًا واسع الأفق في كتاباتها الشعرية والنثرية.

الهوية والانتماء:

…………………..

رغم ارتباطها بالأردن ثقافيًا ومهنيًا، تُصرّ سارة على التأكيد الدائم على عراقيّتها، وتُعرّف نفسها بأنها “كاتبة عراقية تقيم في الأردن”. وقد انعكس ذلك في كتاباتها التي كثيرًا ما تستحضر العراق في الحنين، الرثاء، والوجع الوطني.

أسلوبها الكتابي:

…………………..

تتميز كتابات سارة طالب السهيل بالبساطة اللغوية العميقة، والعاطفة الشفافة التي تُخفي خلفها وعيًا ثقافيًا واضحًا. تُحبّذ السرد التصويري، وتمزج بين الواقعي والرمزي، خاصة في أعمالها الموجّهة للأطفال.

أسلوبها الشعري:

………………….

يميل أسلوبها الشعري إلى الرقة والعاطفية، يتخذ منحًى وجدانيًا صادقًا، ويغلب عليه الحس الديني والوطني والإنساني. كما توظف الصور البلاغية البسيطة غير المتكلفة، وتقترب كثيرًا من اللغة القريبة من المتلقي.

في الغزل:

…………..

مارست سارة الغزل العفيف الرومانسي، الذي يمتزج غالبًا بمرجعيات إنسانية وروحية، دون أن تسقط في ابتذال أو مباشرة، بل تجعل من الحب قوة ترفع الإنسان روحيًا.

في الرثاء:

……………

لها قصائد في رثاء والدها، وفي رثاء العراق، وهي تمزج بين الألم الشخصي والحداد الوطني، وتُحمّل النص بطاقات وجدانية تتجاوز الفقد إلى مستويات من التأمل في المصير والمعنى.

في السياسة:

……………..

كتاباتها تتضمن مواقف سياسية غير مباشرة، تظهر في دعمها للقضايا العادلة، كفلسطين، والطفولة المعذبة في مناطق الصراع، وتُعبّر عنها غالبًا بنبرة وجدانية إنسانية لا صدامية.

فنون الكتابة:

…………….

كتبت الرواية، القصة القصيرة، القصة الموجّهة للطفل، المقال الصحفي، والشعر. وهذا التنوع يُظهر انفتاحها على مختلف الأجناس الأدبية، وقدرتها على تطويع أدوات التعبير وفقًا للغرض والمُتلقي.

ميولها الفلسفية والدينية:

……………………………

تتسم كتاباتها بنزعة تأملية عميقة، تستلهم في بعض نصوصها مفاهيم روحية وصوفية، لكنها لا تنتمي لخطاب وعظي مباشر، بل تذهب نحو استبطان المعنى الإنساني للوجود، مع حضور ملحوظ للبعد الديني والنبوي.

الحياة الاجتماعية والعائلية:

……………………………….

سارة تحتفظ بصورتها كمثقفة محافظة اجتماعيًا، وتُقدّر روابط العائلة والانتماء. علاقاتها الثقافية تمتد عبر العالم العربي، وقد شاركت في مهرجانات دولية وعربية كثيرة.

نموذج شعري:

………………..

قصيدة: “في حب طه”

(مقطع مختار)

………………

بالدمع منسابًا أنا أتقربُ

والجفن أبلغُ من لساني يُعربُ

سكن الحشا حبٌّ عظيمٌ كنهُهُ

والقلبُ بالحبِّ العظيمِ يُرحبُ

… أنت النبيُّ محمدٌ أنت الهدى

وأنا بذكركَ يا حبيبي أطربُ

تمثل هذه القصيدة أنموذجًا واضحًا لحسها الإيماني الصادق، وشاعريتها العذبة، ولغتها الميسورة المؤثرة.