يقول الكاتب أحمد شاكر: “تُقسم الرواية من حيث اعتمادها على الواقع أو الخيال إلى نوعين: فنيّة وغير فنيَّة، فالرّواية الفنيّة اتجاهُها واقعيّ تحترم الحِسّ الفردي وذاتيّة الكاتب، ويعكس بناء العقدة في الرواية الفنيّة موقفًا حضاريًّا، كما أنّها لا تعتمد علی الأساطير والتاريخ القديم، أمّا غير الفنيّة فهي ما يُطلق عليها التّرفيه والتّسلية، والأحداث فيها لا تخضع للسببيّة؛ حيث تعتمد على الوهم والخيال المُطلق في سرد أحداثها ورسم شخصيّاتها، ساعيةً إلى إرضاء القارئ وإشباع فضوله”.

 

ويضيف: “اتّخذت الرواية العربية مسارات عديدة في بنائها سواءً بالشكل أم بالمضمون؛ فمن الأدباء مَن سار في اتجاه الغرب، فاطّلع وانفتح على الأدب الغربيّ، وكان في طليعة أولئك الأدباء رفاعة الطهطاوي في كتابه “تخليص الإبريز في تلخيص باريز”، وهو أقرب إلى السيرة الذاتيّة، ثمّ في رواية “علم الدين” لعلي مبارك التي كانت على شكل حوارات وأحداث، ومنهم من تَرجَم الرواية الغربيّة ترجمةً عربيّة مثل محمد جلال في ترجمة “يول وفرجيني”، ثم جاء محمد حسين هيكل عام 1911م برواية “زينب”، وهؤلاء أخذوا الإطار الغربيّ في بناء رواياتهم، بينما كانت مضامينهم وموضوعاتهم مستقاة من بيئاتهم، بيْد أنّه ظهر اتجاه محافظ يستلهم التراث ويحافظ على قوالبه ونهج منهج ألف ليلة وليلة والمقامات ومنها: “ليالي سطيح” لحافظ إبراهيم و “زورقة الأسى” لشوقي، ثمّ صدرت روايات كثيرة لتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، ومن ذلك “الأيّام” لطه حسين، كما صدر للعقّاد رواية “سارة” وللمازني “إبراهيم الكاتب”، وغيرها من الروايات العربية، وقد تشكّلت خلال ذلك أنواعُها واتجاهاتها الفنيّة، كالاتجاه الرومانسي والاتجاه الرمزي والاتجاه الإيحائيّ، وتاليًا ذِكر لأهمّ خصائص الرواية الأدبية”.