صخرية جبل العهين و التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ في ندوة فكرية

 

 

 

 

 

 

 

المدينة المنورة  – يو دبليو ان

سجل معرض المدينة المنورة للكتاب 2024، إقبالًا جماهيريًا واسعًا ومتزايدًا منذ انطلاق فعالياته يوم 30 يوليو الماضي، حيث يُعد المعرض من أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة العربية السعودية عمومًا، والمدينة المنورة خصوصًا، لتعزيز القراءة، وتوسيع آفاق المعرفة.
ويتوافد الزوار من عشّاق الكتاب وجمهور الثقافة على المعرض يوميًا من الساعة الثانية ظهرًا حتى الساعة 12 منتصف الليل، حيث يستمر المعرض حتى الخامس من أغسطس الجاري، ويقصده المواطنون والمقيمون، صغارًا وكبارًا، سواء من داخل منطقة المدينة المنورة أو خارجها، كما أسهمت الإجازة الصيفية للمدارس في زيادة الإقبال على المعرض.
وتكتظ أجنحة وممرات المعرض بالزوار من محبي الكتب، وعشاق الثقافة، الذين يجدون ما يبحثون عنه من عناوين الكتب والإصدارات الأدبية والمعرفية والعلمية والإسلامية، إلى جانب كتب أدب الأطفال واليافعين الصادرة عن دور نشر محلية وعربية وعالمية، حيث تشارك في المعرض أكثر من 300 دور نشر عربية وعالمية موزعة على 200 جناح، إضافة إلى مشاركة الهيئات الثقافية والفكرية الحكومية والخاصة، والمؤسسات المجتمعية المهتمة بالثقافة والجامعات.
تجارب الناشرين وفن كتابة المحتوى
سيكون جمهور الثقافة على موعد اليوم السبت مع برنامج فعاليات حافل ومتنوع ضمن معرض المدينة المنورة للكتاب 2024، ويشمل أمسية شعرية، وندوتين حواريتين، وثلاث ورش عمل، وذلك في مكان انعقاده خلف مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات، في المدينة المنورة.
وينطلق البرنامج الثقافي لخامس أيام المعرض بندوة حوارية بعنوان “نخل المدينة وتمورها: تاريخ وأنواع تمور المدينة.. رحلة في تاريخ وأصناف النخيل”، ويتحدث فيها الأستاذ عبدالله الردادي، والأستاذ يزيد الملحم، حول أهمية النخيل بوصفه رمزًا ثقافيًّا ودينيًّا متجذرًا في التراث المديني، واعتباره جزءًا من الطبيعة والمشهد الحضري. كما تناقش الندوة المكانة الخاصة لنخلة المدينة في التاريخ الإسلامي ودورها في حياة الناس واقتصادهم عبر العصور.
وتأتي الندوة الحوارية الثانية، بعنوان “تجربتي في النشر”، وتتضمن رحلة في التجارب الشخصية في مجال النشر، تقدم نظرة واقعية حول التحديات والفرص التي يواجهها المؤلف والناشر السعودي. يتحدث في الندوة كل من الأستاذ عبدالله الصميعي، عضو اتحاد الناشرين العرب، مدير دار الصميعي للنشر والتوزيع، والكاتب والناشر الدكتور محمد المشوح، مؤسس دار الثلوثية للنشر، وتدير الندوة الكاتبة جمال السعدي.
وتشهد فعاليات المعرض غدًا، إقامة ثلاث ورش عمل تأتي الورشة الأولى بعنوان “كيف نقرأ روايات الخيال العالمي والفانتازيا”، وتقدمها الكاتبة منى كنعان ، وتتناول فيها دور الخيال العلمي والفانتازيا في توسيع حدود الخيال والإبداع في مجتمعاتنا، وأثر روايات الخيال العلمي والفانتازيا في الأفلام، والألعاب، والمسلسلات التلفزيونية، وكيف شكلت هذه الأعمال الثقافة الشعبية المعاصرة.
وتُعقد ورشة العمل الثانية تحت عنوان “فن كتابة المحتوى: إبداع الكلمات وتأثيرها”، وتتحدث فيها الأستاذة فاتن الذياب، عن أهمية فن كتابة المحتوى في عصر الإعلام الرقمي، وتتطرق إلى كيفية تأثيره في القراء، وأساليب توجيه المحتوى وبنائه وفق احتياجات الجمهور المستهدف وطبيعة أفراده. وتتناول ورشة العمل الثالثة مهارات التعامل مع الصم، ويقدمها خبير لغة الإشارة ورئيس مجلس إدارة جمعية مترجمي لغة الإشارة الدكتور خالد الذكير، حيث يستعرض أساسيات لغة الإشارة اليومية، والتحديات التي تواجه الصم وسبل التغلب عليها، والمهارات المطلوبة للتعامل الفعال مع هذه الفئة الغالية من المجتمع.
ويشهد اليوم الخامس للمعرض ، ختام برنامج الأمسيات الشعرية الذي أقيم على مدى يومين، حيث يشارك في الأمسية الأخيرة ، كلٌّ من الشاعرة هند النزازي، والشاعر دغيثر الحكمي.
الفنون الصخرية بجبل العهين تعود إلى آلاف السنين
كشفت ندوة “الفنون الصخرية بجبل العهين”، التي عقدت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي ، عن فنون صخرية بجبل العهين في منطقة المدينة المنورة، هي الأولى في الجزيرة العربية التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.
وتناولت الندوة التي تحدثت فيها الدكتورة ساره الدوسري الحاصلة على دكتوراة في آثار الجزيرة العربية لمرحلة ما قبل التاريخ، عن الفنون الصخرية في جبل العهين، التي تعد واحدة من أعظم الآثار التي تنطوي على سرد مذهل للحضارات القديمة، لا سيما أنها تظهر عادات وتقاليد وديانات واحتفالات شعوب ماضية، وترسم لوحة حية تأخذنا في رحلة عبر آفاق الزمن، من بداياتها الغامضة إلى نهاياتها المثيرة.
وفي بداية الندوة، عرّفت الدوسري بجبل العهين، وقالت إن له مكانة مهمة في المدينة المنورة، ويقع في محافظة الحناكية على بعد 90 كيلومترًا من المدينة المنورة، حيث تعد الحناكية من أشهر المناطق في العصر الإسلامي، وهي منطقة ذات تكوينات صخرية، مبينة أن الجبل يحوي فنونًا صخرية متنوعة، تم تنفيذها على صخور من الحجر الرملي الأحمر الصلب.
وأوضحت أن جبل العهين يُعدّ الموقع الوحيد الذي يحوي فنونًا صخرية تتبع مرحلة ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية، وتكثر فيه الملاجئ الصخرية التي يتخذها المسافرون أماكن للراحة في أثناء سفرهم، مبينة أن الفنون الصخرية الموجودة في الجبل بالنحت وليس الرسم، وتضم النقوش أشكالًا بشرية وحيوانية.
وعرضت الدوسري، لوحات لأبرز الفنون الصخرية في جبل العهين، ومنها لوحة صخرة صغيرة نحتت عليها أشجار النخيل، وواجهة صخرية كبيرة منحوتة أسفل الجبل، والمنحوتات عليها عبارة عن نصوص ثمودية.
وأشارت إلى نقوش تُظهر مجموعة من الأسلحة المستخدمة في الصيد مثل القوس والسهم والرمح والشبكات وسلاح القوس المستعرض الذي يعد اكتشافًا جديدًا للفنون الصخرية في الجزيرة العربية، لافتة إلى نحت آخر هو آلة موسيقية من الطبل البرميلي الشكل، وهو اكتشاف جديد أيضًا، حيث لا توجد طبلة برميلية منحوتة في الجزيرة العربية تعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ.