كتبت : ريهام جمال

أمرت النيابة العامة في ضوء أحكام المادة 119 من قانون الطفل، والتي ألزمت بعدم الحبس الاحتياطي للطفل الذي لم يجاوز 15 سنة، بتسليم الطفل المتهم بالتعدي على فرد شرطة المرور بزهراء المعادي، إلى ولي أمره مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه، وحسن رعايته واخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك، كما أوصى بتقرير خط نجدة الطفل.

وقررت النيابة العامة إخلاء سبيل مالك السيارة إذا ما سدد ضمانا ماليا قدره عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، وجار استكمالها باستجواب من كان في صحبة الطفل المتهم بالسيارة وقت الواقعة، وطلب تحريات الشرطة النهائية حولها.

واستجوبت النيابة العامة الطفل المتعدي على فرد شرطة المرور بزهراء المعادي، ومالك السيارة التي كان يستقلها.

وطلبت النيابة العامة تحريات الشرطة حول المقطع المتداول موضوع التحقيق، والتي أسفرت عن تحديد فرد الشرطة المعتدى عليه، وشخص الطفل المعتدي، ومالك السيارة التي كان يستقلها بالكشف عن بيانات لوحاتها المعدنية.

وسألت النيابة العامة فرد الشرطة فشهد أنه في ظهيرة يوم 26 أكتوبر الماضي أخطر من مواطنين بقيادة طفل سيارة برعونة بمنطقة زهراء المعادي – محل خدمته -، فاستوقف السيارة وتبين طفلا يقودها في صحبة آخرين من ذات عمره، فسأله عن تراخيص السيارة والقيادة ففوجئ بتعدي الطفل ومن معه عليه بالقول وتوعدهم له بالإيذاء، ثم دار بينه وبين قائد السيارة الحوار المصور حتى توجه لمقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية، وتحرير مخالفة بالواقعة، ففوجىء بتحرك الطفل بالسيارة مما أخل بتوازنه واصطدمت قدمه بباب السيارة، فدون رقم لوحاتها وحرر مخالفة بها، ثم جاءه الطفل قائد السيارة ومن معه لاحقا للاعتذار إليه، فقبل اعتذاره نافيا إصابته من الواقعة.

وباستجواب النيابة العامة الطفل قائد السيارة – وعمره 13 عاما – فيما نسب إليه من إهانته موظفا عموميا أحد رجال الضبط بالقول أثناء؛  وبسبب تأديته وظيفته، وتعديه عليه خلال ذلك، وقيادته مركبة دون الحصول على رخصة قيادة ودون حمل رخصة سير، فقرر أن السيارة التي كان يقودها خلال الواقعة مملوكة لصديق والده الذي اشتراها من الأخير، وأنه يومئذ وخلال تواجده بمسكن صديق والده اختلس مفاتيح السيارة للتنزه بها من غير علم مالكها، ثم دعا أصدقاؤه لصحبته، ولما التقوا فرد الشرطة استوقفه وسأله عن تراخيص السيارة والقيادة فنفى حملها، ثم دار بينهما الحوار المتداول حتى توجه فرد الشرطة إلى مقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية، فانطلق بها خشية تحرير مخالفة ضد مالكها وفوجئ آنذاك باصطدام قدم فرد الشرطة بباب السيارة، فعاد إليه لاحقا مقدما اعتذاره إليه فقبله منه.

وأضاف أن أحد أصدقائه قام بتصوير المقطع المتداول، نافيا علمه بشخص من نشره بمواقع التواصل الاجتماعي.

وباستجواب النيابة العامة مالك السيارة – صديق والد الطفل المتهم فيما نسب إليه من تعريضه حياة طفل للخطر، وتمكينه من قيادة مركبة وهو لم يبلغ ثمانية عشر عاما وقد نتج عن ذلك ضرر للغير، أنكر ما نسب إليه، نافيا علمه أو سماحه للمتهم بقيادة السيارة، موضحا أن الأخير جاءه ظهيرة يوم الواقعة عائدا من مدرسته – كما اعتاد منه – ثم فوجئ بمغادرته المسكن بعد فترة، وباستطلاعه أمره من الشرفة رآه يوقف سيارته – المستخدمة في الواقعة – أسفل المسكن، فلما سأله عما فعل أخبره باختلاسه مفاتيحها للتنزه بها، فنهره ونبهه على عدم تكرار فعله، مؤكدا شراؤه السيارة من والد المتهم في مطلع أكتوبر الماضي، حيث قدم للنيابة العامة أصل عقد بيعها إليه.

وكانت النيابة العامة كلفت أخصائي اجتماعي بخط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة بدراسة حالة الطفل المتهم الاجتماعية والنفسية وإعداد تقرير بها، فأودع تقريرا أثبت فيه أن الطفل مدلل بشدة من والده، مما دفعه لاقتراف مثل هذا السلوك، موصيا بتسليمه لأهله والتعهد عليهم بتقويم سلوكه، وعقد جلسات دورية له لذلك.