تقرير : شروق السيد

مما لا شك فيه ان الخلافات “التركية-السعودية” ، كانت محل اهتمام الصحف المحلية والعالمية خصوصا ، بعد إعلان المملكة السعودية مقاطعتها لكافة المنتجات التركية و كافة الأعمال التجارية التركية علي أراضيها، لكن يتساءل البعض حول اسباب الخلاف الذي دام لسنوات ، وكيف مدت السعودية يد العون من جديد لأردوغان الرئيس التركي الذي يحلم بالخلافة العثمانية في عالم تحكمه سياسيات دول لا تقبل بالتدخل الخارجي.

“من أين بدأ الخلاف”

تعود العلاقات بين الدولتين الي عام 1932 ، بعد إنشاء المملكة السعودية الجديدة ،ولكن انطلقت نزعة تدهور العلاقات في بداية التسعينات عندنا انحازت السعودية إلى جانب سوريا في النزاعات إلى تخوضها مع تركيا؛  بسبب الأقاليم المجاورة.

وفي عام 2013 ، أدانت السعودية ، جماعة الإخوان المسلمين ، وأدرجتها ضمن قوائم المنظمات الإرهابية بعدما انطلقت ثورة 30 يونيو المطالبة بعزل الإخوان من حكم مصر ، مما جعل تركيا حاضنة لجميع المعارضين العرب بعد هذا الأمر.

في أكتوبر 2014 ، نجحت المملكة العربية السعودية في منع تركيا من الحصول على عضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في حملة دشنها عدة دول لصد تركيا نهائيا عن عضوية مجلس الأمن .

بسبب الأزمة الدبلوماسية القطرية منذ عام 2017، تواجه العلاقة بين تركيا والمملكة العربية السعودية مشاكل، حيث تدعم تركيا قطر ضد المملكة العربية السعودية في النزاع الدبلوماسي المستمر، وفي ال من 1 مارس 2018، توقفت قنوات إم بي سي السعودية عن بث المسلسلات التركية المدبلجة إلى العربية لتحقيق المصلحة العربية العليا.

“مقتل خاشقجي وقطع العلاقات بين البلدين”

في 2 أكتوبر 2018، قتل الصحفي السعودي وكاتب صحيفة واشنطن بوست” جمال خاشقجي”، في القنصلية السعودية في إسطنبول، وقد زعم على نطاق واسع أنه قتل على يد الحكومة السعودية، بما في ذلك أردوغان، على الرغم من أنه امتنع عن انتقاد السعودية مباشرة، وبدلا من ذلك اقترح أن اللوم يقع على ولي العهد محمد بن سلمان.

مما يفيد بالذكر ان بعد مرور شهر تقريبا على مقتل “خاشقجي”، أتهم الرئيس التركي”رجب طيب أردوغان” الحكومة السعودية مباشرة بقتل الصحفي، وقال اردوغان عبر وسائل إعلامية تركية: “نعرف ان أمر قتل خاشقجي جاء من أعلى المستويات في الحكومة السعودية”، واصفا أيضا قادة المملكة، “سادة الدمى وراء مقتل خاشقجي” سوف ينكشفون، و يعتقد “ياسين أكتاي” ، وهو أحد كبار المسؤولين والمستشارين الأتراك لأردوغان، أن جثة “خاشقجي” تم تذويبها في حامض بعد تقطيعها إلى أجزاء منه، قائلا : ” ان السبب في تمزيق جثمان خاشقجي هو حل رفاته بسهولة أكبر، والآن نرى أنهم لم يقطعوا جسده فحسب بل أبخروه أيضا ” .

فيما ردت السعودية علي هذا التصريح في فبراير 2020، على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، “عادل الجبير” باتهام تركيا بتمويل ورعاية “الميليشيات المتطرفة” في الصومال وليبيا وسوريا، كما تحركت المملكة العربية السعودية لحجب جميع المواقع التركية في المملكة العربية السعودية، وردا على ذلك، أعلنت أنقرة أنها ستحجب جميع المواقع السعودية والإماراتية في البلاد.

“قمة العشرين وعودة الحوار”

بعدما تولت السعودية رئاسة القمة تداولت صحف عربية وتركية ، بأن الملك “سلمان بن عبد العزيز” أتصل بالرئيس التركي “رحب طيب اردوغان” ، لتنسيق الجهود المبذولة ضمن قمة أعمال قمة العشرين.

وجاء في بيان الوكالة العربية السعودية الاخبارية أن “خادم الحرمين الشريفين”  يجري اتصالا هاتفيا برئيس جمهورية تركيا، جرى خلال الاتصال تنسيق الجهود المبذولة ضمن أعمال قمة العشرين التي تستضيفها المملكة غدا وبعد غد، كما تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

والمعروف أن قمة العشرين ، منتدى وضع حجر اساسه عام 1999؛  بسبب الازمة الماليةالتي ظهرت في دول العالم المختلفة ، ويمثل هذا المنتدى حوالي ثلثي التجارة وعدد السكان في العالم ، كما يمثل أكثر من 90% من الناتج المحلي للخام.

“متي دخلت السعودية قمة العشرين؟”

جاءت مشاركة المملكة العربية السعودية الأولى في اجتماعات قمة مجموعة العشرين عام 2008، فكانت تلك القمة مقامة في واشنطن، وكان العالم يعاني من أزمة عالمية في ذلك الوقت، وحصلت المملكة على الترتيب العاشر، من حيث قيمة الثروة السيادية في العالم، وحوزتها على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية في سوق الطاقة العالمي.