حميد باسل، سياسي مستقل وناشط حقوقي عراقي الجنسية، تم تعيينه عضوا دوليا في منظمة حقوق الإنسان ثم عضوا دوليا في منظمة العفو الدولية. تولى فيما بعد منصب سفير النوايا الحسنة ومنسق العلاقات الدولية في دولة الإمارات العربية.
– في ظل الاوضاع الاقتصادية العالمية كيف ترى دول الوطن العربي في ادراة أزمتها الاقتصادية وبالأخص مصر والأمارات والسعودية
عانت بعض الدول العربية من التضخم الذي ضرب الاقتصاد العالمي بسبب عدة عوامل ابرزها الغزو الروسي لاوكرانيا وسبقته تداعيات جائحة كورونا ومن ثم سلاسل الامداد في جنوب شرق اسيا و الصين وقد تاثرات العمليات التصنيعيه . وتزايد احتمال حدوث توترات اجتماعية بسبب الأزمة الاقتصادية، وهناك عدة دول وضعت خطه و برامج لحماية الفئات الأضعف من مواطنيها مع ارتفاع اسعار السلع والخدمات وكذلك ازتفاع تكلفه الانتاج . وتعرضت ايضا اسعار الطاقه ( البنزين ، الغاز ، السولار ) وعلى اثرها تزايدت اسعار المنتجات الغذائيه مع تغييرات هائلة وجعل رواتب الناس لا تكفي للحصول على احتياجاتها ولقد شاهدنا في الآونة الاخيره مظاهرات و احتجاجات للمطالبه برفع الرواتب وهذا الأمر خطير بالنسبه للشعوب ومن الممكن ان يعرضنا احتمالية نشوب توترات اجتماعيه ( عدم اطعام الشعوب يعني تغذية النزاعات ) ويؤسفنا ان اثار التضخم تظهر بشكل اوضح على الاسر المحدوده الدخل التي تعاني الان الى ارتفاع اسعار الغذاء والدواء والفواتير بشكل ملحوظ ، ونخص الدول التي تم السؤال عنها من قبلكم ونبدأ بمصر هناك عدة طرق رفع سعر الفائدة البنكيه واعداد حزمة من الإجراءات للحماية الاجتماعية . وحزمة اخرى للنشاط الاقتصادي وتشجيع الاستثمار وهناك برنامج تكافل وكرامة الخاص بالدعم النقدي ، زياده حد الاعفاء الضريبي للتخفيف عن المواطنين ، تحمل الخزانة العامة للدوله قيمة الضريبة العقارية المستحقة عن قطاعات الصناعه لعده سنوات ، تحديد الدولار الجمركي و تحديد سعر الخبز الحر من قبل الدولة لمواجهة ظاهره ارتفاع سعرة بشكل مبالغ خلال الفتره الماضية والحاليه
وايضا المملكة العربية السعودية رغم انها اكبر مصدر للنفط الا انها عانت من التضخم لكن بدرجه منخفضة بكثير من دول اخرى بل من المتوقع انها استفادت من الارتفاع الهائل في اسعار النفط منذ بذأ الجيش الروسي غزو اوكرانيا ، وخصص العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ( ٢٠ مليار ريال / ٥.١ مليار يورو ) معونات نقدية مباشره للاسر والمواطنين من ذوي الدخل المحدود
وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة فهي تعتمد بشكل اساسي على الاقتصاد والسياحه بشكل ملحوظ وارى انها من الدول الناجحه والمتزايدة في سبل العيش الكريم والمريح للمواطنين والمقيمين على اراضيها بل هناك ايضا مبادرات عديده من رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان والتوجيه باعاده هيكليه برامج الدعم الاجتماعي.
– ملف حقوق الانسان يعتبر من أهم الملفات الدولية وبما أن سيادتكم عضو دولي في منظمة حقوق الإنسان ماهي أهم البنود المطروحة الآن علي طاولة المفاوضات ومناقشتها ؟
هناك ملفات وبنود مهمه ودقيقه مطروحه على الطاوله منها دائمه ومستمره المفاوضات مثل الملف السوري وسبقه ملف القضيه الفلسطينية ومن ثم الملف الايراني والملف الليبي و اللبناني وملفات مختلفه مثل، نزع السلاح ، اللاجئون والمهجرين ، القضاء على الفقر ، المساواه بين الجنسين ، القانون الدولي والعداله ، الصحه ، السلام والامن الدولي ، المياه ، انهاء الاستعمار ، حقوق الطفل والمراة ، قانون الاعدام ، الأسرى والمساجين ، والعديد من الملفات التي هي هدفنا و واجبنا نحن كـ اعضاء لحقوق الانسان وسنعمل على ايجاد الحل المناسب لكل من هذا الملفات المهمه.
– تعتبر السياسات العربية ذو طابع خاص ماهي رؤيتكم في أهم إيجابياتها وأيضًا سلبياتها
نحن نقدر ونحترم جهود كل السياسيين العرب ونحترم حرصهم وتفكيرهم في شعوبهم وبغض النظر عن الجيل الحالي او السابق ، فإن الناس يريدون الأشياء نفسها: الازدهار والكرامة وتكافؤ الفرص والعدالة والأمن. وكان هناك إيجابيات مميزه عندما اصبح هناك اتحاد كونفدرالي بين الدول نعم كان قصير الأجل لانه لم يحقق اهدافة العروبية والقومية حيث حل عام 1961 , لكن نتمنى أعادته لازدهار الشعوب والاقتصاد والقوة ، نسعى ان يكون هناك نهضه عربيه واتحاد عربي تحت مسمى ( الدول العربيه المتحده ) حتى نترك المجال امام الدول الانظمام على ان تحتفظ بشخصيتها الدولية ونظام الحكم ، ويكون مواطنو الاتحاد متساوين في الحقوق والواجبات العامه ، الحق في العمل وتولي الوظائف في البلاد المتحده ، اباحه حرية التنقل بين دول الاتحاد ضمن حدود القانون ، يكون للاتحاد قوات مسلحه واحده لتكون القوه فعاله ومشتركه وعظيمة وتحقيق المقاصد الاجتماعيه والاقتصاديه ونهضه الشعوب الى عالم يتمتع باسلوب حياه حضاري ومختلف عن ماهو عليه .
– بعد جائحة كورونا مر العالم أجمع بحالة ركود أقتصادي والي الان معظم دول العالم تعاني من هذه الأزمة وخصوصًا الدول النامية هل توجد لدي سيادتكم خارطة عمل لتخفيف المعاناة على هذه الدول
نعم هناك خطه عمل وطرحت منذ عده اشهر سابقه لتخفيف المعاناه من بينها الإعفاءات الضريبية للمستهلكين الذين يتحولون إلى منتجات صديقة للبيئة ، فتح باب الاستثمار وبذلك زياده الانتاج المحلي للدوله وتصديره الى دول اخرى بأسعار تنافسيه ليكون هناك ربح قليل ولكن بيع كثير مع المحافظة على الربح المعتدل وبذلك اصبحنا دوله منتجه وليس مستهلكه وهكذا تتكون نهضه اقتصاديه للدولة بارتفاع ملحوظ .
– ماذا بعد أزمة الطاقة التي تجتاح أوروبا ودور الامم المتحدة في فض هذا الصراع
سيكون هناك إجتماعات لوضع مقترحات نهائية بشأن تخفيض اسعار الطاقه على مواطني دول التكتل خلال الشتاء ، وضع سقف على اسعار الطاقه المتجدده مع تفعيل آلية طارئة للتنمية للاستجابة لأزمات الغذاء والطاقة والتمويل العالمية.
-ماهي أهم التحديات التي تقابلكم في الدفاع عن القضية الفلسطينية واللاجئين
التحديات كثيره لكن مبادئنا وقيمنا الانسانية والاسلامية تدفعنا لذلك ، والكيان الصهيوني يحتل أولى قلبتنا ومسرى رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ويتطلع الى العمل على هدم ثالث حرمينا الشريفين المسجد الأقصى ، وجيشه وشرطته وقطعان مستوطنيه يقتلون ويشردون ويتظهدون ويهجرون اشقاءنا الفلسطينيين من المسلمين والمسيح ، وغيرها من الأساليب الاجرامية التي يسلكوها ضد الإسلام وعقيدتنا ، وقتل الأطفال وأسرهم من اهاليهم والكثير من الأساليب الصهيونية ، وكان لدي مقطع لي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ، وكانت كلماته ( علموا أولادكم بأن فلسطين عربيه وسرقت من المحتل ، وعلومهم آن الدفاع عنها واجب ، حتى ينصرنا الله برجوعها و قولو لهم انها مسرى رسولنا واخبروهم انها ستبقى في قلوبنا متنا او حيينا ) وهدفنا من نشر هكذا مقاطع لتعليم الجيل الحالي بأن فلسطين هويتنا ولن نتخلى عنها وسندافع عنها لكن بحضارة لا نريد المزيد من الشهداء خسرنا الكثير من الغالين على قلوبنا ، نعم فلسطين تستحق ماءً العين لكن الحياه تبنى بالكلمه والوقفه والثبات ، ولنا عودة يا فلسطين و سنصلي في المسجد الشريف قريباً .
اما بخصوص اللاجئون لاتوجد صراعات ونقاشات لإنه ملفهم واضح وعلني ، اشخاص طالبين للحياه والعيش الكريم والحرية ، سنبقى معهم وداعمين لهم بكل ما لدينا من قوه ، هم اهلنا ونحن قادرين على مساعدتهم بكل حب وسلام .
-هل تري العرب مؤهل لفكرة الانفتاح المطلق على الحريات و الديمقراطيات والتنوير
مشكلة الأنظمة السياسية العربية أنها تتجاهل مسألة الحرية، الأمر الذي جعلها تعاني من عدم قدرتها على كسب ثقة شعوبها وعدم تمكنها من إيجاد حلول لمشاكلها ، ولكن اصبح الانسان العربي الان أكثر وعيًا ومتطلعًا على باقي الشعوب والسفر ايضا اضاف لهم التنوير ، لكن الشعوب الاوروبية تربت على الحريات والديمقراطية المطلقة في بعض الاحيان ، اما شعوبنا العربيه ضعيفه التنوير على مفهوم الحرية والديمقراطية ويستخدمون هكذا مصطلحات في اجواء تخلق انقلاب على نظام الحكم ، وهذا شيئ غير مقبول من قبلنا ، لا نريد الخراب ودمار الشعوب بأسم الحريه والديمقراطية ، ارى ان بعض العرب غير مؤهلين الى الان للانفتاح المطلق والديمقراطية ، لانها سوف تستخدم في اساليب اخرى .
– كيف ترى العراق وسوريا وليبيا فيما هو قادم
استنادًا إلى المعطيات الموجود على الأرض وما جرى ويجري، اجد ان كل الدلائل تشير إلى ان ما ينتظر العراق بالذات، وربما اجزاء اخرى من المنطقة، هو مصير داكن ومؤلم وقد يكون مأساوي، ولذا فاني لا احب ان اعمم نظرتي المتشائمة ، واتمنى جداً الان ان يستعيد العراق نهضته واقتصاده وقوته ليكون الشعب قادرًا على العيش الكريم وانهاء الفقر والبطاله و كان لدي بيان طرح على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصه بي عن ذلك الأمر ونتمنى ان نرى خيرًا مع الحقبه الجديده التي أتت في وجود رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني ، يجب ان يستقر العراق حتى تستقر المنطقه الجغرافيه العربيه بالكامل لان استقرار العراق هو استقرار المنطقه وتنشيطها .
وللحديث عن الجمهورية السورية فبدأ اندلاع جديد للأزمة السورية عام 2011 آلتي أدت الى دمار واسع للبلاد ومن اكبر الكوارث في العصر الحديث ، وباتت اكثر الدول التي طلب مواطنيها اللجوء الى البلدان الاوروبية ، والان التضخم الاقتصادي الذي يحدث في العملة السورية هو أقسى واشد انواع التجويع للشعوب وحقوق الانسان اصبحت معدومة وغير مفعله ومنهكه ، التدخلات والمليشيات والاحزاب التي لم نسمع عنها من قبل هي السبب في ما يحصل الان هناك ، على الدولة اعادة بناء استقرارها و فتح مصانعها التي كانت هي المنتج والمورد الاساسي للدول العربيه ، وكانت سوريا تعتمد على اقتصادها من مختلف المنتجات التي تصدر الى الخارج .
اما الجمهورية الليبية آلتي اسماها الرئيس الراحل معمر القذافي بعد ما اسقط الحكم الملكي بانقلاب
1969 ، سيطرت الدولة على الصناعة النفطية واستفادت من عائداته الضخمة. في ديسمبر، أممت الحكومة الليبية صناعة النفط وأعلن التأميم الكامل في عام 1973، على الدولة الامضاء في بناء تحالفات عسكرية و اقتصاديه والابتعاد عن الحروب التي هي مرجحه وتبدو واضحه في السنوات المقبله ونتمنى عدم السماح بذلك ، السلام والامن الدولي غايتنا للحفاظ على شعوبنا .
– ماهي امنيتك العامة والخاصة ونحن علي اعتاب عام جديد
هذا سؤال لابد منه، إذ لا يعقل أن يمضي عام ويقبل وأحد منا الاخر ولا يملك أحلاماً وأمنيات تجاه القادم من الأيام، يأمل بأن تتحقق، و يراها أمامه واقعاً يتجسد ، امنيتي بأن ارى ملفات عديده تحل في بلدي و في العالم اجمع وان ارى الاصلاح يعم كل الجوانب ، و نرى الفساد الاداري والمالي يقضى عليه ويحاسب علية ، لان بلادنا وشعوبنا تستحق ذلك ، ونرى الناس يرتاحون في حياتهم من خلال تحسين الأمور المعيشيه وتقديم الخدمات الجيده والتي يستحقوها كأنسان ، وأأمل ان لا يكون هناك آي لاجئ وتكون البلاد مفتوحه للجميع والارض واحده لهم ، وامنياتنا جميعاً ان تعود فلسطين الحبيبه الى احضاننا ونصلي جميعاً في القدس الشريف .
هنا سأحتفظ بأمنياتي الشخصية الخاصة لنفسي، وسأدعو ربي ليحققها لي، وسأعمل جاهداً وبكل إخلاص للوصول إليها متوكلاً عليه وآملاً في توفيقه .
ما شاء الله كل الاحترام