كلنا سمعنا عن “أزمة منتصف العمر”، وغالبًا ما تتقال في سياق الرجل، اللي فجأة بيصحى على خوف من الشيخوخة، أو إحساس إن شبابه بيضيع منه، أو رغبة في يثبت نفسه من جديد. لكن الحقيقة اللي قليل بيتكلم عنها إن المرأة كمان بتمر بأزمة شبيهة، بس ملامحها مختلفة.
الست عند الأربعين مش بس بتواجه مراية بتقولها إن ملامحها اتغيّرت، لكن بتواجه مراية تانية أخطر: مراية الداخل. بتسأل نفسها: أنا حققت إيه؟.. فين الأحلام اللي أجلتها عشان الأولاد والبيت والشغل؟.. ولما ولادي كبروا واستقلوا، أنا دوري إيه دلوقتي؟
التغييرات الهرمونية في السن ده كمان بتلعب دور كبير: بتأثر على المزاج، على الطاقة، وأحيانًا على نظرتها لنفسها. ومع كل ده، المجتمع حوالينا مش بيرحم، بيحط مقارنات طول الوقت: فلانة لسه محافظة على شكلها، وفلانة نجحت في شغلها، وفلانة عندها حياة اجتماعية أوسع… وتبدأ الست تحس إنها واقفة في النص: لا هي صغيرة زي زمان، ولا حاسة إنها عرفت توصل للي كانت بتحلم بيه.
لكن هنا أحب أقول لكل ست: أزمة الأربعين مش نهاية المشوار. بالعكس، ده وقت بداية جديدة. وقت تراجعي فيه نفسك وتقرري: إيه اللي محتاجة تكمليه، وإيه اللي خلاص لازم تعيدي صياغته.
في الأربعين، أنتِ أذكى، أنضج، وأقدر على إنك تختاري بوعي. عندك خبرة في العلاقات تخليكي تفرّقي بين الحقيقي والزائف. عندك حرية أكبر لأن أولادك كبروا وبقى عندك مساحة لنفسك. وعندك فرصة تحققي حاجات كنتِ فاكرة إن وقتها فات: تتعلمي، تسافري، تشتغلي، أو حتى تبدئي من الصفر في حاجة بتحبيها.
أزمة الأربعين مش لعنة، دي دعوة لإعادة اكتشاف نفسك. والجمال الحقيقي مش بيتقاس بالسن، لكن بالروح، بالحضور، وبإزاي بتعيشي حياتك.
فبدل ما نخاف من الرقم ٤٠، نحتفل بيه. لأنه بداية فصل جديد، أعمق، أصدق، وأغنى



التعليقات لا توجد تعليقات
لا توجد تعليقات
إضافة تعليق