تعتبر شخصية الطفل أهم شيء فيه لأنها تعبّر عنه بالدرجة الأولى، وهي التي من خلالها يحكم الناس. لا علاقة بين ضعف شخصية الطفل والذكاء، فهناك الكثير من الأطفال ضاعت فرصهم بسبب شخصيتهم وضعفها، ففي أغلب الأوقات لا يعرفون كيف يعبّرون عنها.
لأن ضعف شخصية الطفل هي صفة مكتسبة، فمن السهل التخلّص منها نهائيًا أو على الأقل تقويتها. لنعرف طريقة التعامل مع الشخصية الضعيفة فمن الأفضل التعرّف على علامات ضعف شخصية الطفل والتي سنتحدّث عنها.
أهم تلك العلامات التالي:
هي شخصية متردّدة إلى حدّ كبير، لا تستطيع أن تتخذ قرارات وتكون دائمًا بانتظار الغير حتى يقرّروا عنها في كل شيء. فعندما يتعرّض الطفل لسؤال أو لطلب يقوم به، نراه ينظر لوالديه بالدرجة الأولى حتى يفكّروا عنه ويقرّروا له.
هي شخصية ليس لديها القدرة على امتلاك زمام الأمور في المبادرة أبدًا، وليس لديها الشجاعة للتعبير عن مكنوناتها النفسية. وإننا نشعر أنه مهزوز وخائف، وهو يبتعد في حال شعر أن أحدهم سيكلّمه أو حتى يطلب منه شيئًا ما.
هي شخصية تمتلك همّة قليلة جدًا، وغالبًا همّة نادرة وعزيمتها دائمًا غير مرتفعة، وليس لديها النشاط ولا الحيوية. يبدو أنهم يتّصفون بالخمول ويفضّلون الاستماع عن التحدّث لخوفهم من كلامهم، ولأنهم لا يملكون الثقة به.
هي شخصية تهرب وتتهرب من تحمّل أي نوع من المسؤولية مهما كانت بسيطة، وهي وبشكل دائم تلقي اللوم على غيرها بل وتحمّلهم أخطاؤها حتى لا تشعر بذنب أكبر.
هي شخصية بدون أي طموح، ولأنها كذلك فهي لا تؤدّي الالتزامات التي تُطلب منها أبدًا، لأنها لا تجد فيما ستقوم بعمله أي منفعة في المستقبل.
هي شخصية تميل بشكل ملحوظ للعزلة والانطواء والابتعاد عن الناس وتجنّب مخالطتهم، وأي علاقة لها مع الآخرين مهما كانوا هي علاقة سطحية.
هي شخصية معدومة الثقة بالنفس ومهزوزة بشكل واضح وملموس، وسرعان ما يتمّ تشخيص شخصية الطفل الضعيفة أسرع من تحليل أي نوع آخر من الشخصيات لدى الأطفال.
هي شخصية تميل إلى عدم الاعتراف بالحقائق ولا الاعتراف بالأشياء، ويكون ذلك لعدم تصديقها لها وخوفها من أن تكون الحقيقة هي شيء يخالِف ردّة فعلها له.
هي شخصية للأسف سلبية ومتشائمة معظم الوقت، وهي تفتقد الصفات القيادية ولا تبادر بأي عمل أو رأي أو ما يمكن أن يوضّح ما بداخلها.
هي شخصية مشتتة فكريًا، ودائمًا مشغولة الذهن وتبكي لأتفه الأسباب، ولا يهمّها إن كان هناك من يشاهدها من الناس، وهي ترفض عمل أي شيء عملي مفيد.
كل هذه الصفات قد تكون في الطفل ضعيف الشخصية، لكن وكما قلنا سابقًا هي شخصية مكتسَبة ونستطيع تغييرها أو على الأقل التقليل من حدّتها.
إليكم بعد الطرق لعلاج ضعف شخصية الطفل:
التشجيع المستمر على الاندماج والتعرّف بالمجتمع والناس من حولهم، وأن نساعدهم على كسر حاجز الخوف من أن يلتقوا بالناس أو حتى أن يخاطبهم.
محاولة إشراكهم في عدّة أنشطة جماعية عائلية أو مع الأصدقاء حتى يتمكّنوا من إدراك أن هناك الكثير ممن لديهم صفات مشتركة وغير مشترك، وأن هذا أمر طبيعي جدًا.
أن نعطيهم مسؤوليات معينة نعلم جيدًا أنهم قادرون على تحقيقها وتنفيذها، حتى نعزّز القيادة، وتتحوّل شخصيتهم إلى شخصية قيادية إيجابية.
علينا دعمهم معنويًا بالدرجة الأولى، ولا يشعروا بأننا نقوم بذلك على شكل تقديم خدمة بل علينا أن نجعلهم يشعروا بمحبتنا حتى يستجيبوا لنا.
من الأفضل مساعدتهم على مخالطة الناس الإيجابيين الذي يحبّون الحياة، والمقبلين عليها دون مشاكل، والمتفائلين دائمًا لتنعكس الصور الإيجابية لهم وترتفع معنوياتهم في الحياة.
يحتاجون لتقوية ثقتهم بالنفس، ونحن من نقدّمها لهم وبطرق غير مباشرة. فأحيانًا كلمة صغيرة قد تغيّر من مزاج الطفل وتُشعِره بثقة كبيرة جدًا بالنفس.
علينا احترام ذاتهم وتقديرها أمام الناس والإعلاء من شأنها، ولا مانع من التحدّث عن إيجابياتهم لغيرهم. لكن علينا أن لا نبالغ في ذلك، لأن الطفل ضعيف الشخصية لا يعرف حدوده، وقد يصدّق تلك المبالغة ويتعامل معها بطريقة مختلفة.
محاولة استغلال القدرات التي يتمتّعوا بها مهما كانت بسيطة، والإمكانيات التي لديهم على أكمل وجه ونشعِرهم بأننا نلاحظ ذلك وبشكل واضح.
إبعادهم قدر الإمكان عن العزلة ومحاولة مساعدتهم على الخروج إلى أماكن هم يختارونها، لأننا نريدهم أن يشعروا بالراحة وأن يندمجوا في الحياة بشكل عام.
الابتعاد كل البعد عن الأشخاص السلبيين دائمي التشاؤم، والذين يشعرون بأن لا فائدة من أشخاص معينين في الحياة وأن لا فائدة من الحياة أصلًا، لأنهم فقط ينثرون التشاؤم وهذا يزيد الأمر سوءًا.
مساعدتهم على وصف أنفسهم والتعبير عن مشاعرهم أول بأول، وأن لا يعتادوا على كبت المشاعر لأن ذلك يتحوّل إلى مشاعر سلبية فقط، وإخبارهم بأننا موجودون متى شاؤوا التعبير عن مشاعرهم.
أن نكون دائمي الابتسامة في وجوههم حتى يعتادوا على الابتسامة ويبادلونها مع الغير، لأنه وبدون أي شك الابتسامة تزرع الثقة بالنفس وبالتأكيد في نفوس الآخرين.
علينا أن نكون صبورين ومؤمنين بما نعمل ونحن نحاول مساعدة الآخرين على التغيير من السلبية إلى الإيجابية، ومواجهة هذا التحدّي بالصبر.
تحفيز القراءة لديهم والاطلاع على كل ما هو جديد من خلال متابعة الأخبار، وتقوية ثقافتهم بالطلب منهم إن كانوا يرغبون بالتحدّث عن ما يدور في العالم.
كتبت : أسماء مراد
التعليقات لا توجد تعليقات
لا توجد تعليقات
إضافة تعليق