يقول الفنان مصطفى عبدالستار: “يختلف منظور الرؤية للمشاهد بين المسرح والسينما، في المسرح يرى المشاهد العرض من زاوية واحدة وإذا شبهناها بالفيلم سنشاهد الممثلين بلقطة واسعة ثابتة، فجميع ما تسلط عليه الأضواء في المسرح مكشوف أمام المشاهد، بينما يتحكم المخرج في السينما بالزاوية وحجم، اللقطة وحركة الكاميرا؛ فلا يرى المشاهد إلا ما يراه المخرج”.

 

وتابع: “من هنا يأتي الفرق، يتطلب من المخرج المسرحي بالتعاون مع السينوغرافيا ملأ الفضاء المسرحي (اللقطة الواسعة) سنرى حركات كثيرة للممثلين على خشبة المسرح لملئ هذا الفضاء، بل يتطلب على الممثل المسرحي التعبير بكامل جسده، من أطراف أصابع رجله إلى شعر رأسه، يحتاج إلى المبالغة في الآداء أكثر من التصرفات والحركات في الحياة الطبيعة.. لأنه لو كان آداء الممثل واقعي كما الحياة في الطبيعة، سيكون الآداء رتيب وممل، سيهبط إيقاع العرض وما يشدّ الجمهور، ويشعر بفراغ كبير في المسرح”.

 

وأردف: “على العكس تماما في السينما، يتطلب على الممثل امتثال الواقعية كما في الحياة الطبيعة.. فلا يتحرك حركة من غير هدف، ولا يعطي تعابير أكثر من اللازم؛ لأنه .بإمكان المخرج شدّ الإيقاع عن طريق أحجام اللقطات، حركة الكاميرا وزوايا التصوير.. فالمبالغة في الآداء ستكون مُنفّرة للمشاهد، أما في السينما، لقطة قريبة، وبعض الملامح الحادة لتعابير وجه الممثل تكفي لإيصال الإحساس المطلوب، لكن تعابير الوجه الحادة لوحدها غير كافية في المسرح لمشاهد يتابع العرض على مقعده البعيد؛ فيتطلب على الممثل أن يعبر بكامل جسده وأن يتحرك في كامل أرجاء المسرح ليملأ هذه اللقطة الواسعة”.

 

وأخيراً أشار: “أُشبه التمثيل في المسرح برسم الكاريكاتير، حيث يتطلب المبالغة في رسم الشخصيات، بينما التمثيل في السينما بالرسم الواقعي يتطلب الدقة في التفاصيل، وهناك فروقات أخرى مثل: التمثيل في المسرح مباشر. بعكس السينما؛ حيث يعطي مساحة للارتجال، كما يتطلب بروڤات مكثفة.. فيما تكون هناك مساحة للإعادة أثناء التصوير إذا حدث أي خطأ في الأداء. كما أنا الإعادة ثابتة بحكم التنوع في اللقطات لنفس المشهد؛ فيتطلب على الممثل المحافظة على نفس الأداء و”الراكور” مع كل إعادة”.