“أيستطيع أحدهم أن يؤذينى دون أن ألحِق به أذية ؟! “

بقلم/ وفاء ناجي 

أيستطيع شخصٌ ما أن يفهمنى ويُدرك كم أننى أُحِبُّ السلام وأبغضُ إيذاء الآخرين؟، أيستطيع أحدهم أن يُدرِك كَمْ أُعانى بسبب بساطتى ، وطيبة قلبى، وصمتى المؤلم ؟، وهل من المستحيل فَهم أولئك الذين يحملون قلوباً نقية ويعيشون بحُسن ظن مع الآخرين وكأن الكون بأكمله فى نظرهم لا يوجد به مثقال ذرةٍ من شر أو بُغض مثلما أقنعتهم أفئدتهم بذلك دون أسباب.

أستطيع القول أن لا أحد يعلمُ نقضاً للقضية، فتتثاقل كلماتى عند الحديث عن هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الصداقة ، وصلة القرابة، وقوة العلاقة،هُم أولئك الذين يُطلقون أسهمهم الجارحة فى المكان الذى أحبهم وصَدق فى معاملتهم، والذين يُنكِرون كل معروفٍ نقدمه لهم،ويجحدون بفضلنا بل ويصل الحد بهم إلى السخرية منَّا ومفاخرتهم بما يقولون وقذفهم للآخرين دون وجه حق.

أيستغلون طيبة قلوبنا أم صدق نوايانا؟ لا أعلم! فنحن الذين نعطى بلا مقابل، ونُحِب بلا شروط ، ونسأل بلاسبب ، ونغفردون امتنان حتى وإن أخطأنا ، نحن فيضَّاً لا ينقطع من الصلة والعطاء ، لكنهم خلاف ذلك .

إذا جلسنا مدحونا، وإذا رحلنا اغتابونا وبكلماتهم القاتلة طعنونا ، ولربما فعلوا الكثير بنا ويفعلون،وحينما نعلم بمايحدث خلفنا، نُكذِّب،نندهش لفعلهم وبشدة ،وكأننا نأتى إلى المكان الخاطئ دوماً،وكأن ما حولنا أصبح لسَيِّئى الأخلاق ،نُكذِّب؛ لأننا لسنا مثلهم .

فطريقنا لم يَكُنْ طريقهم ولكننا لم نُدرِك ذلك! وعفويتنا أوهمتنا بحبهم لنا، بل أقنعتنا بغير الواقع وأخفت بصائرنا كأننا لا نرى ولا نفهم ، وكأننا أتينا لتحمُّلهم وتَحمُّل قتلهم لبساطتنا وعفويتنا، ورغم قوتنا لا نرد الإساءة بالإساءة، والشر بالشر ، لا نفعل لأن أخلاقنا ومبادئنا تمنعنا من ذلك، فسلاماً على قلوباً نقية أحبَّت بصدق وتحمَّلت الأذية رغم قسوتها .