القاهرة – شهدت مصر خلال السنوات العشر الماضية متغيرات واسعة لبناء دولة حديثة وعصرية، حيث كانت هناك توجيهات وتكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأهمية تطوير منظومة التعليم وأن تعمل الدولة لصالح أبنائها حتى يتسلحوا بالمعارف ويصبح لديهم القدرة على العمل في المستقبل.
وفي هذا الإطار، عملت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تطبيق منظومة جديدة للتعليم ترتكز على أهمية التعلم وليس الحفظ والتلقين وامتلاك الطلاب للمهارات التي تمكنهم في المستقبل، مع مراعاة ظروف الأسرة والرفع عن كاهلها من جانب الدولة والوزارة، بالإضافة إلى الاهتمام بالموهوبين باعتبارهم قاطرة التقدم للأمة المصرية .
وضمن جهود الوزارة لتطوير منظومة التعليم، تم تطوير 48 منهجًا جديدًا وفق المعايير الدولية بداية من مرحلة رياض الأطفال ثم مرحلة التعليم الأساسي حيث تم الانتهاء من مرحلة الصف السادس الابتدائي، ويجري حاليًا الانتهاء من تطوير مناهج المرحلة الإعدادية التي سيتم تطبيقها بداية من العام الدراسي المقبل 2024 – 2025 .
ويعتبر الهدف الأساسي من مناهج المرحلة الإعدادية هو جودة حياة الطلاب وأسرهم، وضمنت الوزارة مفاهيم مثل ريادة الأعمال عبر قطاعات المناهج والمواد الدراسية المختلفة، وتم التركيز على المهارات والأنشطة العملية والأنشطة الأكاديمية لمراعاة اتجاهات الطلاب وميولهم نحو العمل الفني والتي تظهر في مراحل مبكرة.
كما تعمل الوزارة حاليا على تطوير منظومة المرحلة الثانوية، وذلك من خلال إطلاق مؤتمر قومي يتضمن حوارًا مجتمعيًا يضم كافة الأطراف ذات الصلة بالمنظومة التعليمية، وتشمل عملية التطوير: المناهج، وآليات القبول في الجامعات، ونظم التقويم، واختيار الطالب المسار المناسب لميوله واتجاهاته، مع إمكانية حرية تغيير المسار، حيث تم تكليف المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، والمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي بالاطلاع على البحوث والدراسات التي تمت في مجال تطوير المناهج ونظم وآليات التقييم العالمية.
وعن جهود الدولة في تطوير الأبنية المدرسية، والاهتمام بالبنية التحتية والمتابعة المستمرة لصيانة المدارس، تم بناء 551 ألف فصلا دراسيا على مدار الـ 10 سنوات الماضية، وذلك طبقًا لنماذج ومعايير منضبطة، ومراعاة لشكل الفراغات وصولًا لشكل المدرسة الذكية في ظل التحول الرقمي، وفي هذا الإطار تم بناء المدارس الرسمية المتميزة التي تراعي الطبقة المتوسطة وتتيح جودة عالية للطلاب، فضلا عن مدارس النيل المصرية، والمدارس المصرية اليابانية.
وفي إطار تكاتف الجهود وتوحيد العمل المشترك بين كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية، تدعم وزارة التربية والتعليم كافة المبادرات التي تساهم في النهوض والارتقاء بالمنظومة التعليمية، ومنها المباردة الرئاسية “حياة كريمة” حيث تم في المرحلة الأولى تسليم إجمالي 2392 مشروعا، بعدد 14940 فصلا، ما بين مشروعات إنشاء ومشروعات صيانة وتطوير، كما يجري حاليا تنفيذ إجمالي 38 مشروعا، بعدد 379 فصلا.
وتضمنت الخطة المقترحة للمرحلة الثانية، تجهيز إجمالي 669 مشروعا، بعدد 9267 فصلا، فضلا عن استمرار استيفاء مستندات 192 مشروعا، بعدد 3298 فصلا.
ومع توجهات وقناعة الدولة المصرية واهتمامها بالمعلم، وأن التطوير لن يحدث دون الارتقاء بأداء المعلمين، فقد أصبحت هناك آلية لانتقاء المعلمين تتميز بالشفافية والدقة، وذلك من خلال المبادرة الرئاسية لتعيين 150 ألف معلم على مدار 5 سنوات بواقع 30 ألف معلم سنويا.
وهناك أيضا المبادرة الرئاسية لاختيار 1000 مدير مدرسة من المعلمين الشباب والتي تعتبر بداية تحقيق التغيير المنشود في الارتقاء بأداء إدارات المدارس، وتضمنت المبادرة العديد من الخطوات لاختيار أكفأ مديري مدارس، وتم منحهم تدريبا شاملا بإقامة كاملة لمدة 6 أشهر، والالتحاق بدبلومة في القيادة التربوية والأمن القومي .
ومن أهم ما يميز المنظومة التعليمية في مصر، إنشاء مدارس النيل الدولية والمصرية اليابانية والرسمية الدولية، حيث توجد حاليا 14 مدرسة للنيل الدولية في عدد من المحافظات، وشهادة النيل الثانوية الدولية، تعادل شهادة النيل الثانوية الدولية الشهادة العامة الدولية للتعليم الثانوي (IGCSE) المطبقة على مستوى العالم، كما تعادل شهادة النيل الثانوية الدولية بالشهادة الثانوية الإنجليزية (GCE) المطبقة في المملكة المتحدة.
فيما يبلغ عدد المدارس المصرية اليابانية، 51 مدرسة للعام الدراسي 2023 – 2024 في 26 محافظة، ويبلغ عدد الطلاب 13600 طالب، حيث تنص الاتفاقية الموقعة بين مصر واليابان على دعم المشروع القومي لتطوير التعليم من خلال بناء 100 مدرسة جديدة بمواصفات إنشائية وكوادر تعليمية خاصة (طبقا للمعايير اليابانية)، كما يتضمن المشروع تأهيل وتدريب الكوادر التعليمية لتلك المدارس.
وبالنسبة للمدارس الرسمية الدولية IPS والتي تطبق المناهج البريطانية، وصل عددها إلى 25 مدرسة، حتى تسعى الوزارة إلى التوسع في عدد المدارس، وذلك بالتعاون مع مؤسسة أصحاب المدارس الدولية في مصر، وتوجد في 12 محافظة هي (القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الدقهلية، الغربية، الشرقية، بورسعيد، كفر الشيخ، دمياط، البحيرة، القليوبية، والوادي الجديد) .
وبالنسبة للتطور الذي شهدته منظومة التعليم الفني، فقد غيرت مدارس التكنولوجيا التطبيقية الصورة الذهنية في المجتمع عن التعليم الفني، ويبلغ عددها حاليا 76 مدرسة على مستوي الجمهورية، وتسعى الوزارة للتوسع في أعداد هذه المدارس، حيث أن الطالب من خريجي هذه المدارس يضمن وظيفته قبل التخرج، وله الحق في الالتحاق بالجامعات التكنولوجية دون معادلة، كما يستطيع الالتحاق بالجامعات الأكاديمية بعد إجراء المعادلة، فضلًا عن زيادة الطلب من مختلف دول العالم على هؤلاء الخريجين.
وجاء تطوير التعليم الفني من خلال الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص، تلك الشراكة القوية مع القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني تمثل إحدى أهم سياسات الوزارة وعلى رأس أولويات خطتها الاستراتيجية 2024 – 2029.
كما تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني للتوسع في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM حتى تكون هناك مدرسة في كل محافظة، خاصة وأن طلاب هذه المدارس يحصدون جوائز ومراكز متقدمة في المسابقات الدولية على مستوى العالم، وإضافة إلى ذلك تم إنشاء مدرسة العباقرة والتي يتم اختيار طلابها المتميزين من مدارس المتفوقين بالصفوف الأولى، وتستهدف الوزارة عمل توأمة مع المدارس المناظرة لها في العالم، فضلًا عن توفير المنح الدراسية لهم في الجامعات خارج مصر.
وباعتبار أن التحول الرقمي أصبح أمرًا حتميًا، اهتمت الوزارة بإنشاء المنصات التعليمية والقنوات التعليمية “مدرستنا”، كما توفر الوزارة تابلت لطلاب 2500 مدرسة مزودة بالبنية التكنولوجية في المرحلة الثانوية.
وفي إطار جهود الدولة لتعزيز كافة الآليات للقضاء على الأمية وتعزيز القرائية والتعلم مدى الحياة، قررت الوزارة إطلاق المبادرة الوطنية لتعزيز القرائية والتعلم مدى الحياة 2023 – 2030، خلال شهر يناير المقبل، في إطار توجيهات القيادة السياسية والتوجهات الدولية المتمثلة في توصية 2015 لتعليم الكبار والقمة العالمية للتعليم التحويلي 2022 وإطار عمل مراكش 2022.
ووضعت الوزارة خطتها الاستراتيجية (2024 – 2029) محور الإتاحة على رأس أهدافها، هذه الخطة التي نشأت نتيجة لتحليل قطاع التعليم بالتعاون مع مؤسسات دولية كبيرة، وفي ضوء ذلك تم عمل الخطة الاستراتيجية والمحاور الأساسية، التي تشمل التحول الرقمي والتعلم الأخضر، والجودة، والاستدامة، والقرائية، والوعي المائي، ومحو الأمية (الوعي، والتمكين)، ودعم الموهوبين.
التعليقات لا توجد تعليقات
لا توجد تعليقات
إضافة تعليق