كتبت : إسراء عماد 

وُلِدَ في قرية «كفر أبو جندي»، بمحافظة الغربية، وذلك في 15 أغسطس، عام 1918، وهو الابن الحادي والعشرين من أصل خمسةً وعشرين ولدًا وبنتًا، ومنهم الفنانتين «هدى سلطان، وهند علام»، نال الفنان الراحل الابتدائية عام 1931 من مدرسة «طنطا»، حيث مال للموسيقى، أثناء دراسته فيها، وتعلم أصولها على يد أحد رجال «المطافي»، وهو «محمد الخربتلي»، أحد أصدقاء والده، وكان يصحبه معه للغناء في الموالد والأفراح، تأثر بأغاني «محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم»، وصار يتغنى بأغانيهما وسط الناس في حديقة «المنتزة»، في المناسبات ومولد «السيد البدوي»، وبعد حصوله على «الإعدادية»، التحق بمعهد «فؤاد الأول للموسيقى» بالقاهرة، تزوج «محمد فوزي»، ثلاث مرات، الأولى من السيدة «هداية» وأنجب منها ثلاث أبناء، والثانية الفنانة «مديحة يسري»، وانفصل عنها بعد أربع سنوات، أما الثلاثة فتُدعى «كريمة»، والتي ظلت معه حتى وفاته.

بدأ مشواره الفني حضر إلى القاهرة، عام 1938، وعمل بعدد من الفرق منها فرقة «بديعة مصابني»، ثم «فاطمة رشدي»، ثم «الفرقة القومية للمسرح»، كان الغناء هاجس «محمد فوزي»، لذا قرر إحياء أعمال «سيد درويش»، لينطلق منها إلى ألحانه، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه «الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى»، مُمثِلًا ومُغنِيًا، بديلا عن المطرب «إبراهيم حمودة»، في مسرحية «شهرزاد»، ل«سيد درويش»، ولكنه أخفق عند عرضه الأول، على الرغم من إرشادات المخرج «زكي طليمات»، وقيادة «محمد حسن»، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه، فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة «فاطمة رشدي»، العمـل في فرقتها مُمثِلا وملحِناً ومغنياً فلبى عرضها شاكرا.

وفي عام 1944، طلبه «يوسف وهبي»، ليمثل دورا صغيرا في فيلم «سيف الجلاد»، يغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه «محمد فوزي حبس عبد العال الحو»، ب«محمد فوزي» فقط، فوافق من دون تردد، شاهَد المخرج «محمد كريم»، فيلم «سيف الجلاد»، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم « أصحاب السعادة»، أمام «سليمان نجيب»، والمطربة «رجاء عبده»، فوجد ضالته في الفنان الراحل، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعدئذٍ أن «محمد كريم»، كان على حق، وكان نجاحه في فيلم «أصحاب السعادة»، كبيرا وغير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم «أفلام محمد فوزي»، في عام 1947.

ويُعَد الفنان الراحل، أكثر المطربين الذكور للتمثيل، إذ شارك في 35 فيلم، ومن أهم أعماله: «ليالي القاهرة، قبلني يا أبي، نرجس، ليلى بنت الشاطئ، سيف الجلاد، قبيلة في لبنان، أصحاب السعادة، مجد ودموع، عدو المرأة، صباح الخير، عروسة البحر، العقل في أجازة،صاحبة العمارة، حب وجنون، الروح والجسد، بنت حظ، المرأة شيطان، فاطمة وماريكا وراشيل، المجنونة، صاحبات الملاليم، بنت باريز، آه من الرجالة، الزوجة السابعة، غرام راقصة، الآنسة ماما، الحب في خطر، من أين لك هذا، نهاية قصة، ورد الغرام، ابن للإيجار، فاعل خير، يا حلاوة الحب»، وغيرها من الأفلام، وتوُفِيَ في 20 أكتوبر، عام 1966، بعد صراع طويل مع مرض «سرطان العظام».