إن الفن من أهم الأشياء التي تساهم في خلق الإبداع في هذا العالم وتعزز القيم الجمالية وغيرها، ولا شك أن الفن بحد ذاته يوصل فكرة معينة بطريقة إبداعية، وذلك باستخدام وسائل عدة، مثل؛ الأدب، والمسرح والسينما، والرسم والموسيقى والغناء، ومنها ما يعتمد على اللغة، ومنه ما يعتمد على آلات معينة مثل الموسيقى، كما أن منها ما يعتمد على الإنسان واللغة والآلات معًا.

لذا فإن الفنون تختلف فيما بينها، فالمسرح والسينما فنان يشتركان باعتبارهما نوعان من الفن يقدمان محتوىً للحضور عن طريق التمثيل والعرض، إلا أنه توجد العديد من الفروق بينهما، في هذا المقال بيانه.

الفرق بين المسرح والسينما

يختلف المسرح والسينما عن بعضهما البعض اختلافًا واسعًا مع تشابه الأفكار المعروضة في محتواهما على الأغلب؛ إلا أن التجربة في حد ذاتها مختلفة كل الاختلاف، إذ يتمتع الحضور في المسرح بشيء من الترقب الجماعي والتقدير للممثلين وأدوارهم بينما يطغى غياب الحواس على المشاهدين في السينما، كما لا توجد خصوصية كافية لدى الممثلين على منصة المسرح، ويعود ذلك إلى ما يتّسم به المسرح من الوضوح والعاميّة، إذ تُصوّر الأحداث بصدق أمام الناس.

أما السينما فلها خصوصيتها في التعبير، على اعتبار أن الممثل لا يواجه الجمهور كما في حال التمثيل على المسرح، وهذا بسبب اختلاف محاكاة الحقيقة في السينما عن المسرح.

إن الحقيقة المصطنعة في السينما تختلف عنها في المسرح؛ ففي المسرح يكون الممثل واقفًا أمام الجمهور ويتحرك على الخشبة، أما الممثل في السينما فهو صورة مطبوعة غير مباشرة، وهذا يعطيه الفرصة في الاندماج مع المكان وتوحيد العناصر جميعها قبل تقديم المحتوى إلى جمهوره.

المسرح

يُعرف المسرح على أنه وسيلة للتعبير الفني عما يدور في حياة الإنسان من صراعات تحدث معه، ويعدّ المسرح أبا الفنون؛ فهو مستخدم منذ القدم على يد كلٍ من الإغريق والرومان، وقد تميز المسرح عن غيره من الفنون التعبيرية في منحه الانسيابية في العرض والقدرة على التآلف بين ظواهر فنية متعددة مشهورة آنذاك، مثل الكوميديا ومسرح التراجيديا مثل مسارح شكسبير والمسرحيات الاجتماعية الساخرة والعروض التمهيدية التي تعرف بأنها مسرحية قصيرة يشهد فيها الحضور الغناء والرقص، وتكون عادة قبل العروض الرئيسية بغرض توضيح سياق المسرحية، فيهدف المسرح في المقام الأول إلى الترفيه عن الحضور وإضحاكهم في العادة، مع التطرق إلى بعض المشاكل الاجتماعية والدينية التي كانت محطّ الحديث في فترة القرن الخامس ما قبل الميلاد أي عند انطلاق المسرح وبدأ الاهتمام به.