منذ عقود ونحن نسمع الشعارات: “أمة عربية واحدة”، “الوحدة العربية قدرنا”… لكن على أرض الواقع لا نرى إلا خلافات، قمم بلا نتائج، ومصالح ضيقة تُفرّق أكثر مما تُوحّد.

 

الحقيقة المُرّة أن العرب ليسوا ضعفاء لأن أعداءهم أقوياء، بل لأنهم اختاروا أن يتشرذموا.

 • بدل أن يجتمعوا على مشروع قومي جامع، اجتمعوا على صراعات داخلية وتمزق سياسي.

 • بدل أن يبنوا سوقًا عربية موحدة، فتحوا اقتصاداتهم للأجنبي وأغلقوها في وجه بعضهم.

 • بدل أن يواجهوا الاحتلالات والتدخلات الخارجية بصف واحد، هرول بعضهم للتحالف مع الغريب ضد الشقيق.

 

أين الجامعة العربية؟ مجرد مبنى فاخر تُعقد فيه مؤتمرات تُنفق الملايين، ثم يخرج القادة ببيانات “نشجب ونستنكر” وكأن الشعوب لا تفهم.

 

الوحدة ليست حلمًا طوباويًا، بل ضرورة بقاء. انظروا إلى أوروبا: دول خرجت من حروب دموية، ومع ذلك قررت أن تضع ماضيها جانبًا لتبني اتحادًا يجعلها قوة عظمى. فما بال العرب الذين يملكون لغة واحدة، ثقافة واحدة، دينًا جامعًا وتاريخًا مشتركًا، ثم يعجزون عن الاتفاق حتى على موقف واحد في قضية مصيرية مثل فلسطين أو اليمن أو السودان؟

 

العرب لن يتحدوا بالشعارات ولا بالقصائد، بل بالقرارات الجريئة:

 • فتح الحدود للتجارة والعمالة ورأس المال.

 • توحيد الموقف السياسي أمام الأزمات بدل الانقسام المخزي.

 • إرادة شعبية ضاغطة تجبر الحكومات على الانصياع لمطلب الوحدة.

 

إلى متى يظل العربي غريبًا في وطنه الكبير بينما الأجنبي مرحب به؟ إلى متى نظل وقودًا لصراعات إقليمية ودولية لا تخدم إلا غيرنا؟

 

الوحدة ليست رفاهية، بل مسألة حياة أو موت. وإذا لم يتعلم العرب الدرس من حاضرهم، فسيتعلمونه من مستقبلٍ أسود يصنعه ضعفهم