إن حفظ القرآن الكريم يقوي الذاكرة، ويضمن للأبناء النجاح والتفوق في الكبر، ويحفظ اللغة العربية من الاندثار، وهو وقاية من الأمراض النفسية، حيث دائما وأبدًا ما ينادي علماء الدين في أن الدور المتخصصة في تحفيظ القرآن الكريم«الكتاتيب» لعبت دورا متميزا في تكوين الخلفية القرآنية والثقافية والإسلامية لدى أبناء المجتمع الإسلامي لقرون عديدة، وليتحقق بذلك قول المولى تبارك وتعالى الذي أنزل القرآن وتعهد بحفظه، طالب علماء الدين بتوجيه الأبناء نحو حفظ القرآن الكريم في الصغر، لضمان تفوقهم الدراسي في الكبر وحفظ اللغة العربية لغة القرآن الكريم من الاندثار.

 

كما تعتبر الكتاتيب من أهم المنشآت التعليمية والاجتماعية والتربوية لأطفال المسلمين، وحققت أهدافا كثيرة ممثلة في غرس الروح الإسلامية وتنميتها في قلوب الصغار من خلال حفظ القرآن الكريم وفهمه، لذلك حرص الآباء على أن يرسلوا أبناءهم إلى الكتاتيب المنتشرة في جميع المناطق رغبةً منهم في تربية أبنائهم وتعليمهم، وترسيخ قواعد الإسلام لديهم.

 

النمو اللغوي

إن حفظ القرآن الكريم في الصغر يضمن تفوق الأبناء ونجاحهم في الكبر، وينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم بالإضافة إلى تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي وقدرة كبيرة على تنظيم الوقت. لذلك من المهم جداً البدء في دفع النشء في سن مبكرة إلى حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم نظراً لسهولة الحفظ في هذا السن والقدرة على الاستيعاب السريع والاسترجاع.

 

التنافس بين الأبناء

أما دور أهمية دور الأسرة تتمثل في تحفيز أبنائها وبناتها على حفظ القرآن الكريم وتشجيع التنافس بين الأبناء والبنات داخل الأسرة الواحدة على ذلك، حيث أن أكثر من 80 في المئة من حفظة القرآن الكريم من البنين والبنات عرفوا طريقهم إلى حلقات التحفيظ والمدارس القرآنية بتشجيع من الآباء والأمهات وأكثر من 50 في المئة منهم لهم أشقاء وشقيقات يحفظون القرآن أو أجزاء منه.