كتبت : منة الله أحمد

مطعم في الظلام” مثال حي لقدرة متحدي الإعاقة وأول تجربة لفاقدي البصر في مصر، يتميز بالشكل والمأكولات الفرعونية والطعم الفريد والمختلف لما يقدم فيه ويمنحك تجربة لم تخوضها من قبل، تعمد فيها علي كل حواسك عدا البصر لمدة ٩٠ دقيقة، هنا في عالم المكفوفين ليس لحاسة البصر فائدة وتبدو الحواس الآخري كالسمع واللمس والشم أقوي من المعتاد.

عند دخول الزبائن المطعم لابد من ترك الهواتف وأي متعلقات شخصية يمكن أن تلقي مصدرًا للاضاءة بغرفة الإستقبال في الامانات ، ومن غرفة الإستقبال الصغيرة يدخلون قاعة الإنتظار ويأتي بعض المكفوفين العاملين بالمكان ويلقون التعليمات علي الضيوف للتعامل مع العالم المظلم الذي سيدخلونه بعد دقائق معدوده.

بعد دقائق قليلة تأتي المرشدة للضيوف لجلبهم الي الغرفة المظلمة من خلال وضع اليد اليسري فوق كتف المرشدة الأيسر ثم الدخول إلى الغرفة المظلمة، وبعدها بدقائق معدودة تحضر المرشدة أطباقا وتضعها أمام الضيوف ليكتشفوا ما بداخلها، لتبدأ المرحلة الأخري في اكتشاف مكوناتها لتتداخل الأصوات ويزداد التفاعل بين الحاضرين شيئاً فشئ، وهنا تعمل حواس اللمس والسمع والشم علي استكشاف ذلك العالم المجهول.

“أنا عينكم في الظلام مثلكم أنتم عيننا في النور” تلك أول الكلمات التي تقولها المرشدة وتقول أنها تدربت علي يد خبراء فرنسيين ليتمكنوا من تقديم الطعام وقيادة المبصرين.

قال الدكتور “عبدالباسط عزب” مقدم أحد البرامج التليفزيونية ورئيس المركز العربي للإعلام وذوي الإعاقة وصاحب المطعم بأن الإعاقة ليست جسديه وانما مجتمعية، كما أنة نقل فكرة المطعم من فرنسا وهو الفرع التاسع لشركة Dance Le Noir في العالم والأول في مصر ونظراً لعمله مذيع بالتليفزيون في الخارج وسفره الكثير للتصوير أعجبته الفكرة وبدأ في تنفيذها في مصر لحل مشكلة بطالة الشباب المكفوفين.

أضاف “عبدالباسط“وأنه أسس المشروع بمجهوده الذاتي دون مساعدات من أي شخص أو جهة حكومية أو خاصة، مشيرًا أنه لا يقبل ذلك لأن هدفه تحليل ثقافة نشاط المعاقين من التبرع إلى العمل والإنتاج وتغيير الصورة الذهنية التي تربط ذوي القدارات الخاصة بالتبرعات، مضيفاً أنهم قادرين علي العمل والكسب.

أشار “عبد الباسط” فكرة الموضوع أكبر من كونه مجرد مطعم، فمن يعملون به يحافظون علي الهويه المصرية القديمة من خلال ديكور واكسسوارات المكان.

مؤكدا لم يتقبل البعض البعض فكرة المطعم في البداية لأنها ثقافة جديدة عليهم لكنه يطالب بمشاريع أكثر لدمج ذوي القدرات الخاصة في المجتمع، بدلاً من التبرعات التي لا تعود علي نشاطاتهم وشغلهم بشئ ويؤمن بقدرتهم علي الإنتاج والمساهمة في اقتصاد البلد.