يحتوي تاريخ المسرح على مجموعه من الأوائل الذين وضعوا أسس التمثيل المسرحي فهناك ثيسـبس الذي كان أول ممثل عرفه التاريخ المسرحي وأسخيلوس الذي يعتبر أول من استخدم ممثلين على المسرح في آن واحد وسوفوكليس الذي يعتبر أول من استخدم ثلاث ممثلين.

 

والتمثيل كغيره من الفنون والعلوم كانت اليونان هي منشأه حيث كان طبيعيا واصليا وطليا إلى حد ما.

وقد كان التمثيل في بدايته كلاسيا ولكنه في نفس الوقت لم يكن ليخلو من الإندفاع والإلهام والانفعال وقد كان من رواد هذا النوع أسيوب وبولاس كوينتوس وقد كان اخرهم روسيكاس الذي كان آخر عمالقة هذا الفن.

اعداد وصناعة الممثل :

كان سائدا عند القدماءوالمحدثين مقولة بأن(الممثلين يولدون لا يصنعون) وهناك مقولة أخرى(إن الوافد الحديث ولد موهوبا على عكس الآخرين) وهو قول مقنع ولكن ما الموهبة وهل يولد الممثل على شاكلة تختلف عن بقية البشروإذا كان الممثلون من طبقة مختلفة فأين يقع جوهرالإختلاف؟

ولكن على العموم يوجد هناك رأيان مختلفان في مسألة صنع الممثل:

الرأي الأول يرى أصحابه أن الممثل يولد ممثلا وأن المسألة كلها موهبة فهم هنا يلغون فكرة تعلم التمثيل بينما يرى الرأي الآخر أن التمثيل مثله كبقية الفنون في حاجة إلى التدريب والتعليم.

ويأتي هناك فريق آخر يرى إلى ضرورة إجتماع هذين العاملين لصنع ممثل ناجح.

 

وكان من اشهر المتخصصين فى فن اعداد الممثل هو قسطنطين ستانسلافسكي

 

قسطنطين ستانسلافسكي وتدريب الممثل:

 

يعتبر ستانسلافسكي (1836-1938) من أهم المخرجين العالميين الذين ركزوا على تدريب الممثل وإعداده إعدادا جيدا من أجل بناء شخصيته ليشارك بكل كفاءة في أي عمل سينوغرافي يعرض عليه مهما كان هذا العمل الدرامي. ومن أهم كتبه المشهورة التي تتعلق بتكوين الممثل نذكر:”إعداد الممثل” و”بناء الشخصية”. ويعرف ستانسلافسكي بأنه صاحب أول منهج متكامل لتكوين الممثل في المسرح الحديث.

 

وقد أسس ستانسلافسكي أستوديو الممثل في موسكو لتأهيل الممثلين وتدريبهم على اللياقة العقلية والبدنية والنفسية قصد إعدادهم لأداء أدوارهم بطريقة علمية وفنية تعتمد على الإعداد الأولي والإعداد الثانوي والإعداد النهائي مع احترام القراءة الصوتية وتحسين النطق والقراءة الحركية والارتجال واستجماع الأحداث الدرامية وتحديد أهدافها والظروف المحيطة بها والالتجاء إلى الذاكرة الذاتية والتسلح بالمؤثرات العاطفية والوجدانية الشخصية لمعايشة الدور الجديد. ولابد أن يعرف الممثل ” الشخصية التي يحاول أن يقوم بها أو يحققها على خشبة المسرح. ويجب أن يعرف أين موضع شخصيته بالنسبة للزمان والمكان والظروف الشخصية التي تسبق أحداث الشخصيات الأخرى ومواقفها، ويجب عليه أن يكون قادرا على الإفادة من تجربته الماضية في الحياة لمعاونته على إعادة إيجاد الحدث الحالي، الذي يرشح عن طريق الظروف، ويحدده الهدف