وكالات
لقي حكم المحكمة الدولية باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ترحيباً لبنانياً مع التأكيد على ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية والعمل على إنقاذ لبنان.
ودعا رئيس الجمهورية ميشال عون كي يكون الحكم مناسبة لاستذكار دعوات الرئيس الراحل إلى الوحدة والتضامن. واعتبر في بيان له «أن تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، يتجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة التي هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطالت شخصية وطنية لها محبوها وجمهورها ومشروعها الوطني».
واستذكر عون أحد أقوال الحريري «ما من أحد أكبر من بلده»، داعياً إلى أن يكون الحكم الذي صدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان «مناسبة لاستذكار مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودعواته الدائمة إلى الوحدة والتضامن وتضافر الجهود من أجل حماية البلاد من أي محاولة تهدف إلى إثارة الفتنة».
وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن «تتحقق العدالة في كثير من الجرائم المماثلة التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة وترك غيابها عن الساحة السياسية اللبنانية فراغا كبيرا».
وتعليقاً منه على الحكم الصادر عن المحكمة الخاصة باغتيال الحريري، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: «كما خسر لبنان في 14 فبراير (شباط) عام 2005 باستشهاد الرئيس رفيق الحريري قامة وطنية لا تعوض… اليوم وبعد حكم المحكمة الخاصة يجب أن نربح لبنان الذي آمن به الرئيس الشهيد وطنا واحدا موحدا وليكن لسان حال اللبنانيين… العقل والكلمة الطيبة، كما عبر الرئيس سعد الحريري باسم أسرة الراحل». وأضاف بري: «مجددا الرحمة للشهيد الحريري ولكل الشهداء وحمى الله لبنان».
من جهته، أمل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن يشكل حكم المحكمة الدولية معبرا لإحقاق العدالة وإرساء الاستقرار. وفي بيان له قال دياب: «نستذكر اليوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي ترك بصمات مضيئة في تاريخ لبنان، وستبقى إنجازاته في حاضر ومستقبل اللبنانيين»، وعبّر عن أمله «أن يشكل حكم المحكمة الدولية معبرا لإحقاق العدالة وإرساء الاستقرار، كما كان يحلم الرئيس الشهيد، ليخرج الوطن من هذه المحنة قويا ومتماسكا بوحدته الوطنية وسلمه الأهلي وعيشه الواحد».
وتجمع العشرات من مناصري رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، أمس الثلاثاء، للصلاة عليه عند قبره بوسط بيروت بعد فترة وجيزة من صدور حكم المحكمة في قضية اغتياله. وزار وفد موسع من كتلة «المستقبل» والمكتبين السياسي والتنفيذي والأمانة العامة، تتقدمه النائبة بهية الحريري شقيقة رئيس الوزراء الراحل ضريح رفيق الحريري، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
من جهته قال رئيس الحكومة السابق نجيب نجيب ميقاتي في بيان له: «مع صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الحريري، يدخل لبنان زمن العدالة عن كل جرائم الاغتيال والعنف السياسي التي دفع اللبنانيون أثمانا باهظة بسببها على مدى سنوات طويلة، وقوضت الاستقرار وكل أسباب الحياة الكريمة والآمنة وعبثت بمستقبل الأجيال خصوصا الذين وجدوا في الرئيس الشهيد رفيق الحريري الأب الحاضن لأحلامهم وإرادتهم في بناء دولة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص في مجتمع الوحدة الوطنية».
وأكد أن «العدالة حق وواجب في أبسط القضايا، فكيف بجريمة شنيعة على مستوى وطن، هدفها اغتيال نموذج رفيق الحريري في النضال والمقاومة والنجاح، وتجربته في نبذ العنف، ومحبة لبنان والحفاظ على وحدته وعيشه الواحد، وتحقيق نموه وازدهاره وكرامة شعبه».
كذلك قال رئيس الحكومة السابق تمام سلام في بيان له: «أخيرا قالت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كلمتها في قضية حفرت عميقا في قلب وضمير كل مواطن لبناني حر، هي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي أريد منها تعميم الظلام في بلد النور، وقتل الحلم باستقلال حقيقي للبنانيين وتطلعهم إلى وطن مزدهر رائد في محيطه ومتصالح مع العالم».
وأضاف قائلا: «إنها ساعة للحزن، على الشهيد الكبير ورفاقه، وعلى قافلة الشهداء الأبرار الذين لحقوهم تباعا، وعلى بيروت المكلومة التي تجابه موجة إثر موجة من الحقد المدمر وغير المبرر، والتي فجعت مؤخرا بكارثة الإنفجار المريع في مرفئها»، مضيفاً «لكنها أيضاً ساعة للتأمل وإعمال العقل، والتفكر في سبل إنقاذ البلاد مما هي فيه، والسعي رغم كل المرارات، للحفاظ على الوحدة الوطنية التي هي السبيل الوحيد لبقاء هذا الوطن».
التعليقات لا توجد تعليقات
لا توجد تعليقات
إضافة تعليق