يُعدّ سلوك الكائن الحيّ المحور الأساسيّ للدراسات النفسيّة والعلوم النفسيّة، فيسلط علم النَّفس الضوء بشكلٍ رئيسي على السّلوك بجميع أشكاله المقبولة وغير المقبولة، كما يهتمّ بدراسةِ معايير السّلوك السويّ وغير السويّ وأسباب وظروف ظهوره. وقد عرَّف علم النَّفس السلوك من خلال عدّة تعريفات ومفاهيم، ومنها أن السّلوك هو حالة التفاعل الحاصل بين الكائن الحي وبيئته وعالمه الخارجي، وفي أغلب الأحيان يَظهر السلوك على هيئةِ استجابات سلوكيّة مكتسبة ومتعلّمة؛ من خلال تعلّم الفرد بالتدريبِ والملاحظة والتّعرض للخبرات المختلفة، ويُعرَّف السلوك كذلك بأنه مجموعة من الاستجابات التي تصدر عن الفرد تجاه المثيرات البيئية المختلفة؛ حيث تُمثّل البيئة جميع المُؤثرات التي تَدعم آلية ظهور السلوك. من التعريفات الأخرى للسلوك هو جميع أشكال الاستجابة الكليّة التي تظهر عند الكائن الحيّ تجاه أي موقف يواجهه، كما يرى علماء النَّفس السّلوك بشكلٍ شموليّ بأنه نشاطٌ مركّبٌ تتكوّن بُنيَته من ثلاثة جوانب أساسيّة، وهي: الجانب المعرفي: هو مجموعة العمليّات العقليّة والمعرفيّة التي يستخدمها الإنسان لإدراك الأحداث التي تدور من حوله، وآليّة تفاعله معها بالطريقةِ التي يتفرّد فيها الشخص باستخدام المعاني والرّموز، ومن أهم هذه العمليات الإدراك، والتذكّر، والتصوّر، والتَّعبير الرّمزي واللغوي واللفظي وغيرها.

الجانب الحركي: هو جميع الاستجابات الجسميّة التي تظهر على الفرد؛ بسبب تعرضه لمثيرٍ مُعين، وتكون هذه الاستجابات على صورِ استجابات حركيّة لتعليمات لفظية، أو ممارسة الكتابة والرياضة، أو عزف الموسيقا، أو ركوب السيارة، وغيرها الكثير.

الجانب الانفعالي: هو الحالة الانفعالية والعاطفية التي يمرُّ بها الفرد أثناء استجاباته السلوكيّة للمثيرات المختلفة؛ أي أنها الحالة الداخليّة التي ترافق سلوكاً معيناً، كالشعور بالحماس والسعادة تّجاه نشاط معين، أو الشعور بالارتياح أو عدم الارتياح لمثيرٍ أو نشاط آخر.