كتبت : إسراء عماد

يسدل «مهرجان الجونة السينمائي الدولي»، غدًا الجمعة، الستار على فعاليات دورته الرابعة بحفل توزيع جوائز المسابقات الثلاثة، وهي مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة، ومسابقة الأفلام الوثائقية»، بجوائز تتعدى قيمتها 200 ألف دولار أمريكي، أي ما يعادل 3 مليون جنيه مصري تقريبًا، بينما تشتد المنافسة بين النجم «علي سليمان، وأحمد مالك»، على جائزة «أحسن ممثل».

وتُقَسَّم الجوائز على ثلاث مسابقات هي مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة»، وتبلغ قيمتها 110 ألف دولار، ومسابقة «الأفلام الوثائقية»، وتبلغ قيمتها 60 ألف دولار، مسابقة «الأفلام القصيرة»، وتبلغ قيمة جائزتها 30 ألف دولار، بالإضافة إلى جائزة «سينما من أجل الإنسانية»، والتي تعتمد في نتائجها على تصويت الجمهور، وتبلغ قيمتها 20 ألف دولار.

تتنافس مجموعة كبيرة من الأفلام في مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة»، مثل «إلى أين تذهبين يا عايدة»، ل«ياسميلا زبانيتش»، وتحت نجوم باريس «لكلاوس دريكسيل»، و«حارس
الذهب»، ل«رودريك ماكاي»، و«حكايات سيئة»، ل«داميانو دينوسينزو، فابيو دينوسينزو»، و«الروابط»، ل«دانيلي لوكيتي»، و«زوجة جاسوس»، ل«كيوشي كوروساوا»، و«صبي الحوت»، ل«فيليب يورييف»، و«عام الغضب»، ل«رافا روسو»، و«لن تثلج مجددًا»، ل«مالجورزاتا شوموفسكا ميخال إنجليرت»، و«مكان عادي»، ل«أوبرتو بازوليني»، و«ميكا»، ل«إسماعيل فروخي»، وأخيرًا «واحة»، ل«إيفان إيكيتش».

وتقترب أفلام مثل الفيلم الفلسطيني «200 متر»، ل«أمين نايفة»، من جائزة «نجمة الجونة الذهبية»، بينما مرشح البطولة «على سليمان»، بقوة لجائزة «أحسن ممثل»، من المهرجان، وتدور قصة الفيلم الذي أثار جدلا كبيرًا فور عرضه؛ بسبب وجود شخصية فتاة اسرائيلية في أحداثه، حول «مصطفى وزوجته»، القادمين من قريتين فلسطينيتين، يفصل بينهما جدار عازل، رغم أن المسافة بينهما 200 متر فقط، وتفرض ظروف معيشتهما غير الاعتيادية تحديًا لزواجهما عندما يمرض ابنهما، فيهرع «مصطفى»، لعبور الحاجز الأمني، لكنه يُمنَع من الدخول، وهنا تتحول رحلة الـ200 متر إلى أوديسا مُفزعة.

أما الفيلم الثاني فهو «الرجل الذي باع ظهره»، ل«كوثر بن هنية»، وتدور قصته حول «سام»، شاب سوري حساس عفوي، فر إلى لبنان، هربًا من الحرب في بلاده، دون إقامة رسمية، يتعثر «سام»، في الحصول على تأشيرة سفر لأوروبا، حيث تعيش حبيبته «عبير».

يتطفل «سام»، على حفلات افتتاح المعارض الفنية ببيروت، حيث يقابل الفنان الأمريكي المعاصر الشهير «جيفري جودفروي»، ويعقد معه اتفاقًا سيُغير حياته للأبد.

أما فيلم «احتضار»، ل«هلال بيداروف»، فيبتعد عن الجدل السياسي، والقضايا الشائكة، لنشاهد فيلم فني، يروي قصة «دافود»، شاب قلق، يُساء فهمه، ويحاول العثور على عائلته الحقيقية، والأشخاص الذين يحبهم ويمنحون معنى لحياته على مدار يوم واحد، يختبر سلسلة من الحوادث الغريبة، يفضي بعضها إلى موت بشر، أو تُعيد أخرى إلى الذهن ذكريات خفية .

كما يتنافس أكثر من عمل على جائزة «سينما من أجل الإنسانية»، من الأفلام الطويلة ذات الطابع الإنساني، في جميع أقسام المهرجان مُرشحة لنيل هذه الجائزة، مثل فيلم «200 متر»، و«استمع»، «ميكا»، والتي تمنح عبر تصويت الجمهور لفيلم يُعنى بالقضايا الإنسانية، وتُقدَم «نجمة الجونة»، وشهادة بمبلغ 20 الف دولار أمريكي.

ومن المرشح أن يخطف فيلم «استمع” الآنا»، ل«روشا دي»، من المملكة المتحدة الجائزة، بعدما اختتم الفيلم آخر عروض المهرجان في مسرح «البلازا»، أمس، وشهد إقبال وتفاعل كبير من الجمهور،
وتدور قصة الفيلم في ضواحي لندن، «بيلا وجوتا»، زوجان برتغاليان مهاجران قدما إلى بريطانيا، بصحبة أطفالهم الثلاثة، ويجسد الفيلم كفاح العائلة ضد القوانين الجامدة، واستماتتهم من أجل استعادة أولادهم.

كما تتنافس في مسابقة «الأفلام الوثائقية الطويلة»، مجموعة رائعة من الأفلام مثل : «33 كلمة عن التصميم »، و«أيام أَكلَة لحوم البشر»، الذي عُرِضَ عالميًا لأول مرة في الدورة السبعين لمهرجان «برلين السينمائي»، و«آكازا، بيتي»، الذي عُرِضَ بمهرجان «صندانس السينمائي»، و«بانكسي أكثر المطلوبين»، الذي عُرِضَ في مهرجان «تريبيكا السينمائي»، و«سوفتي»، الذي عُرِضَ بمهرجان «صندانس السينمائي»، و«صائدو الكمأ»، و«نَفَس »، لكن يتربع على عرش الترشيحات الفيلم الجزائري، «جزائرهم» للمخرجة «لينا سويلم»، وتدور أحداثه حول قرار جَدا «لينا»، الجزائريان «عايشة ومبروك»، الانفصال عن بعضهما، بعد زواج دام 62 عامًا، بناءً على ذلك، تقرر الحفيدة «لينا»، استغلال الفرصة لمسائلة رحلتهما الطويلة في فرنسا، وانعطافات حياتهما في المنفى، وهاجر الزوجان سويًا من الجزائر، في خمسينات القرن المنقضي إلى بلدة «تيير»، حيث اختبرا الحياة الخاصة بالعمال الجزائريين في فرنسا، الآن، حان الوقت للنظر في كل ما مضى.

أما فيلم «مٌشِع »، ل«ريثي بان»، من كمبوديا، فيرصد أثر جريمة موجعه بدقة شديدة، من خلال معرضًا للصور العائلية، يحتفظ فيه رجل بكنزه البصري كما لو كان ضريحًا.
هكذا تبدأ الرحلة إلى عالم الألم، تُقسَم الشاشة إلى ثلاثة أجزاء، مانحة الإيقاع إلى تلك الصور، كل مأساة لها تفردها، ولكن مع تكرار الصور، هناك ضجيج ممل يحدث لا يمكن الفرار منه، يحتفظ «ريثي بان»، بدور الشاهد الناجي، الذي يعيش مع الإشعاعات، ومع ذلك يحافظ على رؤية واضحة للحياة، وعُرِضَ الفيلم عالميًا لأول مرة في الدورة السبعين لمهرجان «برلين السينمائي»، وفاز هناك بجائزة «أفضل فيلم وثائقي».

وايضًا فيلم «لَّيْل»، ل«جيانفرانكو روسي»، من إيطاليا، يرصد مقدار الألم المُعاش المُشكِل لوجدان وهوية سكان الشرق الأوسط، وينطلق فيلم «لَّيْل»، الذي صُوِرَ على مدى ثلاث سنوات على طول الحدود الفاصلة بين سوريا والعراق وكردستان ولبنان، وعبر تلك المسيرة الطويلة يمنح المخرج الإيطالي «جيانفرانكو روسي»، صوتًا لدراما إنسانية تتجاوز التقسيمات الجغرافية والإثنية، والمُشكَلة من صور مأخوذة من الحياة اليومية، المتشابكة تفاصيلها مع مآسِ حروب أهلية مستمرة، وديكتاتوريات وحشية، وغزوات خارجية، وتدخلات، آخرها «داعش»، عدو الإنسانية، عُرِضَ الفيلم ضمن مسابقة مهرجان «فينيسيا السينمائي الدولي»، في دورتهالسابعة والسبعين.

وتتنافس مجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة التي أُنتِجَت هذا العام، وتبلغ قيمة جائزة مسابقة «الأفلام القصيرة»، 30 ألف دولار، واستطاع البرنامج أن يتناول العديد من القضايا من جميع أنحاء العالم، وضم أشكال وتقنيات فنية مختلفة، في صناعة الأفلام، فهناك فيلم «أقمشة بيضاء»، و«أن أصبح أمي»، و«بحرنا»، و«بولماستيف»، و«بيلار»، «تسلل صريح»، و«حاجز»، و«حدود الأزرق»، و«ستيكر»، و«موت مسؤول حكومي»، و«مؤثرة »، و«نهاية سبتمبر».

لكن فيلم «البانو»، للتونسية «أنيسة داود»، أثار اعجاب ضيوف المهرجان من حضور ونقاد وفنانيين، وتبدأ أحداثه عندما تغادر زوجته في رحلة عمل، يتوجب على «عماد»، لأول مرة، الاعتناء لوحده بطفله الصغير «هادي»، الأمر الذي يجبر «عماد»، الآن على مواجهة مخاوفه الدفينة، بعد تعرضه للاعتداء الجنسي في صغره.

وأيضًا الفيلم المصري «الخد الآخر»، ل«ساندرو كنعان»، يتناول قصة أسرة مفككة، تجمعها حادثة مهاجمة كلب الجيران لابنتهم، ويتألم «نشأت»، لسماع إشاعات تروج إلى أنها هي التي استفزت الكلب، بينما تشوهت ابنته من جراء الحادث، يختبر «نشأت»، صبره وقدرته على التسامح، وإعطاء خده الآخر، لكنه يكتشف أن لا طريق أمامه إلا بتفريغ ألمه في المعتدي، حتى وإن كان ذلك ضد قناعاته ومعتقداته.
ويقدم فيلم «شكوى»، ل«فرح شاعر»، نموذج للعنف ضد المرأة، في بيروت المعاصرة، حيث تذهب «هدى»، سرًا إلى قسم الشرطة، لتُبلغ عن جريمة ارتكبها زوجها، لكن الوضع القانوني البيروقراطي، يضعها في موقف عبثي للغاية.

وأخيرًا يمثل فيلم «لتحريك لحاء»، ل«صامويل باتي، وسيلفاين موني»، حالة خاصة جدا في برنامج الأفلام القصيرة، إذ يتتبع الروتين اليومي، لدار رعاية مسنين في موقع معزول.