كتبت: إسراء عماد 

احتفلت وزارة الثقافة، بيوم «المترجم المصري»، الموافق ليوم ميلاد «رفاعة الطهطاوي»، 15 أكتوبر، بتوزيع جوائز «الترجمة»، على الفائزين بها في دورة هذا العام، إذ تسلم الدكتور «حسن نصر الدين»، جائزة «رفاعة الطهطاوي»، عن ترجمته لكتاب «تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس حتى اليوم»، للفرنسى «روجيه جوانت داجنت».

ويشتمل الكتاب، في الجزء الأول منه، على 550 صفحة، مقسمة على مقدمة، وخمسة فصول، يتناول فيها المؤلف، وهو الخبير الفرنسى الأول في قضايا البحر الأحمر والقرن الإفريقي، وعضو في لجنة السياسات الأمريكية الخاصة بإفريقيا، الفترة التي عاشتها منطقة «البحر الأحمر»، فيما بين تاريخ إنشاء «قناة السويس»، حتى اليوم، ومدى الصراعات والأحداث السياسية، التي اندلعت في جميع الدول المطلة على البحر الأحمر، والمحيط الهندي، والأطماع الأجنبية في تلك المنطقة الاستراتيجية.

وركز الكتاب في البداية على رصد الصراع الثنائى الفرنسي الإنجليزي المستمر حول «قناة السويس»، ثم موقف الدولة العثمانية، منه ومنهما.

وفي جزئه الثانى يحتوي الكتاب ثلاثة فصول وخاتمة، وهذه الفصول على النحو التالي:
-«الحرب العالمية الثانية»، في البحر الأحمر، والقرن الإفريقي،  ثم من العام 1945 حتى زوال الاستعمار، بعد الحرب انطلقت في مصر، الهزة الكبيرة التي وضعت نهاية للفترة الاستعمارية، الناتجة عن القرن التاسع عشر؛  وسبب ذلك غليان مكتوم ضد الاحتلال الإنجليزي، وضد الحكومة الضعيفة؛  وبسبب إنشاء دولة إسرائيل.

ويلقي الكتاب مساحة أكبر من الضوء، على الثنائية الجديدة على مسرح الأحداث في المنطقة، فبعد الصراع الفرنسي الإنجليزي، أصبح الصراع أمريكا روسيا، وفصل خطة «بيفن»، لضم صومالي لاند وصوماليا وأوجادين، ويكون الكل تحت الاحتلال البريطاني، برعاية الأمم المتحدة، كما يعرض لنشأة الأحزاب في الصومال، ويقف طويلا مع «عبد الناصر»، والضباط الأحرار، وثورة 1952، وحادث «المنشية»، والحروب التي دارت في المنطقة في 1948، و1956، و1967، وشخصيات المشاركين، ويذكر أنواع الطائرات، والتكتيك الحربي المتبع، ومميزات كل خطوة وعيوبها لكل طرف.

ويعرض لميلاد دولة «إسرائيل»، وتبعات ذلك، «ويهود الفلاشا»، وكيفية تهريبهم من إثيوبيا، إلى إسرائيل، ودور إسرائيل، في القارة الإفريقية، ويعرض «للحرب العراقية الأولى»، وموقف العرب فيها.

ثم يفرد صفحة مطولة لليمن، في مراحله المختلفة، وصراعاته المتطاولة المستمرة، منذ أن كان شمالا وجنوبا راصدا محاولات الوحدة، والانقلابات العسكرية المتتابعة، التي انتهت باعتلاء «عبد الله صالح»، للحكم وتوحيد اليمن، كما يرصد الصراع اليمني السعودي عبر أكثر من قرن من الزمان، كل ذلك يورده الكتاب في فصل ثامن بعنوان «فترة ما بعد الاستعمار».

وفي خاتمة الكتاب، يعرض نتائج ما توصل إليه المؤلف الدؤوب بعد أن عرض البحر الأحمر، منذ ولادته «في كتاب سبق»، حتى حملة «نابليون بونابرت»، ثم هنا عبر قرنين من الزمان، نتائج غاية في الأهمية.

أما «مارك جمال»، الفائز بجائزة «شباب المترجمين»، فقد تسلمت شقيقته جائزته نيابةً عنه، وقد فاز «مارك»، وهو من أفضل المترجمين الشباب حاليًا، عن ترجمته لرواية «كهف الأفكار دار التنوير»، للروائي «خوسيه كارلوس سوموثا»، وتدور الرواية في خطين زمنيين متوازيين، أحدهما يخص مترجمًا يترجم نصًا أدبيًا حافلًا بالألغاز والأحاجي، وتدور أحداثه في عصر الفيلسوف اليونانى «أفلاطون»، ويترجم «مارك جمال»، عن اللغتين الإسبانية والبرتغالية، ومن بين الأعمال التي ترجمها «النسيان»، ل«إكتور آباد فاسيولينسي»، و«خريف البطريرك»، ل«جابرييل جارسيا ماركيز»، و«اعترافات شرسة»، ل«ميا كوتو».

وتسلم الكاتب والمترجم «رؤوف وصفي»، جائزة «الثقافة العلمية للترجمة»، عن ترجمته لكتاب «رؤية نانوية هندسة المستقبل»، للكاتب «كولن ميلبورن»، و«التقانة النانونية»، تمثل ثورة تقنية كبرى، إذ تهتم بابتكار منتجات جديدة، تقاس أبعادها بالنانومتر، «فهي تطبيق علمي، يتولى إنتاج الأشياء عبر تجميعها عبر المستوى البالغ الضآلة من مكوناتها الأساسية من الذرات والجزيئات»،