كتبت : إسراء عماد

عقدت إدارة «مهرجان الجونة السينمائي»، في دورته الرابعة، ندوة لمدير التصوير «أحمد المرسي» بعنوان «السرد البصري والتكيف مع الظروف المتغيرة»، وأدار الندوة المخرج الشاب «كريم الشناوي»، وقال «كريم»: “إن مدير التصوير «أحمد المرسي»، صنع نقلة كبيرة في السينما، خلال السنوات الماضية، عبر تجارب كثيرة جدا، مع أساتذة كبار من مخرجي السينما، إذ كان من أصغر مديري التصوير، في مصر، عندما بدأ مهنته”.

وأوضح «المرسي»، أنه دخل إلى مجال التصوير بالصدفة وقال : “لم أسع للعمل كمصور، ولكني بدأت وأنا في الثانوية، البحث عن فرصة للشغل تكون فيها حركة، فدخلت معهد «السينما»، ووجدت التصوير شيءً ممتعًا، وأحببت عالم السينما كثيرا، وانبهرت به، وأعجبتني فكرة القدرة على الخلق”.

وأضاف: “تجربتي في العمل مع الأستاذ «طارق التلمساني»، هي الأكثر تأثيراً في مسيرتي، وأعتبره أكثر مَن تعلمت منه، وأصبحنا أصدقاء، فهو بالنسبة لي إنسان ذو طاقة عالية، ومتغير ومتنوع، ولذلك يترك أثره في أي شخص يتعامل معه”، وعن أول فيلم قدمه قال : “عندما أحببت هذا العالم، كان عندي شغف كبير للاحتراف فيه، حاولت أتعلم ودخلت إلى تجارب كثيرة من باب التجربة، فأن يكون لديك شغف وحب الصناعة، هذا يسهل وجود الفرص، ويخلقها لك، وكنت أعمل مع الجميع لأطور نفسي، ولم يكن لدي فرصة الانتقاء، ففي مرحلة الانتشار تفعل أي شيء إلى أن توقفت، وفكرت حوالي خمس سنوات، ثم جاءت لي فرصة العمل في فيلم «رسايل البحر»، وهي تجربة كانت نقلة في حياتي، فالتعامل مع الأستاذ «داوود عبد السيد»، فرصة كبيرة، وعلاقتي به قديمة، إذ عملت معه وأنا في مرحلة الدراسة، في فيلم «أرض الخوف»، وكان حدث كبير بالنسبة لي وقتها، وأثناء التحضير أعطاني مفاتيح الفيلم في جمل بسيطة، وتعلمت كيف أقرأ السيناريو”.

واستكمل قائلا:  “أستاذ «داوود»، فيلسوف وليس فقط صانع أفلام، ودخلنا في دائرة نقاش طويلة؛ أنه يحب أن يشاركه فريق العمل في كل شيء له علاقة بالفيلم، وأعتقد أنه كان حريص على الاستفادة منا جميعًا”،وتابع: “عندما أختار العمل أسير خلف إحساسي في اختيار النص، ويجب أن يستفزني العمل، فأصعب المراحل هي اختيار الأسلوب أو الحالة التي سأعمل بها، فبمجرد أن يبدأ العمل تكتمل الفكرة في عقلي، وتتضح الصورة”.

وعن الانتقال من «التصوير السينمائي»، إلى «الديجيتال»، أكد «المرسي»، أن هذا التغيير له مميزات كثيرة وعيوب، فمن مميزاته ارتفاع جودة الصورة، وهو ما يطيل من عمر الفيلم، كما يمنح «الديجيتال»، الحرية في التصوير، فسابقا كان التصوير على «نيجاتيف»، مساحته محدودة ومكلف جدًا، و«الديجيتال»، أيضا به كاميرات حساسة، جداً منحتهم مساحة عمل أشياء لم يكونوا قادرين على فعلها من قبل”.

وأضاف : “«التصوير الديجيتال»، خلق فرص أكثر لاكتشاف ناس موهوبين، وغير دارسين؛  بسبب سهولة استخدامه، كما أنه قتل رهبة الكاميرا، أو هدم ما يسمى بقدسية التصوير، وأعتقد أن العودة إلى استخدام «النيجاتيف»، صعب جدا”.

وأشار «المرسي»، أن فيلم «الفيل الأزرق»، كان من أحب التجارب التي قام بها مع المخرج «مروان حامد»، فاستعجل للعمل بقراءة الرواية أولا، ثم قام بتكوين رؤية للمشاهد ،وتحدث مع المخرج «مروان حامد»، ووضع معه تصور معين، فالموضوع كان ثري جدا، ويستفز أي صانع أفلام، لتقديم أفضل ما عنده”.