كتبت: ريهام جمال

بالتزامن مع احتفالات محافظة الغربية بعيدها القومي تحتفل أيضاً المحافظة بمولد ( أحد أقطاب الولاة  الأربعة) المشهورين، شيخ العرب العالم الفقيه العارف بالله (سيدى أحمد البدوى)، هو، “أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبو بكر”، ينتهى نسبه إلى “سيدنا الحسين”، أمه فاطمة بنت محمد بن أحمد، خاله”سيدى أحمد المطراوى”، ابنة خاله،  زوجة “سيدى السلطان أبو العلا”.

وستعرض لكم “شبكة يودبليو إن الإخبارية” بعض التفاصيل عن حياة سيدي أحمد البدوي:

مولده: ولد سيدي أحمد البدوي  بزقاق الحجر،  فى فاس (المغرب)٥٩٦هـ، وكان له ٧ أخوة، هو سادسهم، وكان له عدة ألقاب حصروا لحضرته ٤٠ لقب أشهرها “البَدوى، شَيخ العَرب، المُلَثّم، السُطُوحِى،  السَيد، أبو الفِتيان، العِيسَوى، أبو فَرّاج، أبو العباس، القُدُوسِى، الصَامِت، جياب الأسرى، العَطّاب، مُحَرِّش الحَرب، الزاهد”.

يعرف أن نزح أجداده من (الحجاز) إلى (فاس) أيام “الحجاج بن يوسف الثقفى”.
لبس (الخرقة) فى (فاس) على يد “الشيخ عبد الجليل النيسابورى”، ولبسها شقيقه الأكبر “حسن”، حفظ القرآن و(عمره ٧ سنوات)، وتفقه على (المذهب المالكى)،  وفى مكة انتسب (للمذهب الشافعى)،  وحج و(عمره ١١ سنة).

رحل مع أبويه إلى (مكة)و(عمره ٧ سنوات)، أقاموا فيها (٥ سنوات)، ومروا بمصر وأقاموا فيها (عامين)، بين (العريش والإسكندرية).

توفى (والده) ، وبعده شقيقه “محمد”،ولم يبقَ سوى (حسن) الذى تولى رعايته، فعكف على العبادة، واعتزل الناس، وكان (ملثماً) يتحدث بالإشارة، كان يتعبد (بمغارة) فى (جبل أبى قبيس) قرب (مكة).

ولما بلغ (38 سنة)، رحل مع أخوه إلى (العراق)، وتأثر فكرياً بطريقة “سيدى أحمد الرفاعى”، عاد إلى (مكة)  وبعد عام واحد رحل إلى (مصر)، وتحديداً إلى (طندتا) (طنطا الآن)؛ لتكون موطن انتشار طريقته.

نزل (طنطا) فى 14 ربيع الأول ٦٦٣هـ، وحل بمنزل التاجر «ركن الدين»، ويُقال (الشيخ ركين) وكان قد بشره بذلك “الشيخ سالم المغربى” دفين طنطا، نزل فوق سطح (مسجد البُوصة) أو (المسجد العُمرى)، (مسجد البهى) الآن، كان مكان (خلوته )على سطحه ربى مريديه،  وهو قريب من (المشهد الأحمدى) يفصل بينهما عدة أمتار بميدان “سيدى أحمد البدوى”،  أمام مسجد “سيدى أحمد البدوى” الحالى.

أخذ التصوف على طريقة “سيدى الفضيل بن عياض”وقد أخذ التصوف من طريقين:
(الأول) من طريق “الشيخ عبد الجليل النيسابوري” أخذ عنه في أول أمره.
(ثانيًا) من طريق “الشيخ بري السلمي” أحد تلامذة “الشيخ علي بن نعيم البغدادي”، أحد أصحاب “الإمام الرفاعي”، وهو ما اختاره “العجيمي” في كتاب (الزوايا)، واختاره “الحلبي” صاحب (السيرة)، ونص عليه صاحب (طبقات الخرقة) ، فالأحمدية من هذا الطريق (رفاعية).

أخذ عن “سيدى الرفاعى” التدريس على السطح وسُمى أتباعه (السطوحية)،ولازم السطح (12 سنة)، كانت إقامته قرب (مسجد البوصة) يُعرف الآن (بمسجد البهى)، كان يمكث أكثر من (40 يوماً) لا يأكل ولا يشرب ولا ينام.

وفى (طنطا) ربى رجال شاركوا فى قتال (حملة لويس التاسع الصليبية)، وفك أسرى المصريين من (الصليبيين)، تنسب إليه (الطريقة الأحمدية) أو (البدوية).

تفرعت عنها طرق كثيرة بعضها يكون ما يسمى (بالبيت الكبير) وهي: (المرازقة، الكناسية، الإمبابية، المنايفة، السلامية؛
وبعضها يكون ما يُسمى (بالبيت الصغير) وهي (الحلبية، الشعيبية، التسقيانية، الحمودية، الزاهدية)هناك طرق أحمدية أخرى، هى : (الفرغلية، الشناوية، السطوحية، البيومية، الخليلية (وهي فرع من البيومية) أيضًا.

(تلاميذه):

سادتنا: “عبد العال وشقيقه عبد المجيد، وسالم، وإبراهيم،  وعبد الوهاب الجوهرى، وقمر الدولة، وسالم المغربى، وعبد العظيم الراعى،  ومحمد الفران”، من حمل طريقته (خارج مصر).

ساداتنا “على البعلبكى وعبد الله اليونينى، وسعد التكرورى، ولعمة الصفدى” (الشام).
“عز الدين الموصلى”(العراق).
“على الكنبراوى.. وعوسج المصرى.. و”أحمد بن علوان” الشهير (بالباهوت) من أشهر الأولياء والصالحين في مدينة تعز” (اليمن)، و”بشير صاحب “النصيحة العلوية” (مكة).

من حمل طريقته (داخل مصر): ساداتنا “الفرغل بن أحمد، والبقلى، وإبراهيم المتبولى،  ونور الدين الشونى، و”محمد المنير”، (أبو تيج الصعيد)،  “إسماعيل الإنبابى” (إمبابة).
“الصامت، وعلى المجذوب”(أسيوط)، “على الراعى وشعيب”(المحلة).

من (عاداه وأنكر عليه)، ثم عرفوا قدره، “سيدى ابن اللبان”، و”سيدى تقى الدين بن دقيق العيد” (قاضى قضاة مصر)، الذى أرسل إليه “سيدى عبد العزيز الدرينى” ليمتحنه.
سَمى “الإمام الشعرانى” نفسه (الأحمدى) نسبة “لسيدى أحمد البدوى”..

ذكره “الإمام البيجورى” شيخ الإسلام، بكل تقدير في آخر حاشيته على (شرح بن الغزي على متن أبي شجاع) المعتمد عند الشافعية المعروف (بحاشية البيجورى).

تتضح صلة روحية بين القطبين (البدوى، والدسوقى)،  فى اشتمال (حزب الدسوقى الكبير) على كلمات كثيرة من (حزب البدوى).

(مؤلفاته):

(مجموعة صلوات) جمعت فى رسالة (فتح الرحمن) ،و(وصايا موجهة لسيدى عبد العال)،  وكتاب (الأخبار فى حل ألفاظ غاية الاختصار) وهو كتاب فقهى على المذهب الشافعى، وتنسب له صلاتان وحزبان.

لم يُعثر له على كتابات، سوى مخطوطات قليلة، منسوبة إليه، بمكتبات (باريس، وبرلين،  وجوتا، وليزبرج،  والأستانة).

ويُقال هناك مخطوطة (شرح المذهب الشافعى)،  بمكتبة “الشيخ القصبى” بطنطا، وتصفحها “الدكتور عبد الحليم محمود”،  فوجدها منقولة عن كتاب (المجموع)”للإمام النووى”، بل وعن كتب متأخرة عنه،  فتحقق أن الكتاب ليس له.

كان للشيخ (أرض زراعية، وبهائم، وأغنام).
كان ‘الظاهر بيبرس” يزوره،  لا يزال أكثر الأولياء هجوماً وافتراءً عليه، وإنكاراً واتهاماً له.

وفاته:

توفى يوم الثلاثاء ١٢ ربيع الأول ٦٧٥ هـ (وعمره ٧٩ عاماً)،  ودُفن، بدار (ابن شُحيط)، شيخ البلد (بسفح التل).

خلفه (سيدى عبد العال)، الذى بنى زاوية على شكل (خلوة) بجوار القبر،  ولما مات، دفن بجوار شيخه، ومعهما (سيدى مجاهد).

تحولت الزاوية لمسجد فى عهد “السلطان قايتباى”، ثم وسع “على بك الكبير”، المسجد،  وبنى القباب الثلاثة.

صنع “محمد بك أبو الدهب” (المقصورة) الحالية،  وأنشأ المسجد الحالي “عباس باشا” ملك مصر، وزخرفه “الخديوى عباس حلمى الثانى”،  وتم توسعته فى عهد “الرئيس السادات، والرئيس مبارك”،
يُقام (للسيد البدوى) احتفالان سنوياً.

فى النصف الأول من (إبريل) يُسمى (المولد الرجبى)أو (رجبية السيد البدوى)، وهى ذكرى تُنسب، لتاجر كبير يسمى “رجب العسيلى” كان يقوم بعمل (كسوة للمقام) جديدة، ويحملها على (جمل) فى (موكب) كبير إلى أن تصل (لمقام) سيدى أحمد البدوى،
و(الثانى) الاحتفال الكبير (بمولده) فى (شهر أكتوبر)،  ويُعد أكبر (الاحتفالات الدينية) فى مصر،  يشارك فيه الملايين من جميع أنحاء البلاد.
هذا هو “السيد البدوي” الذى لا يعرفه الناس.