بدأت الحكاية على شكل خيال علمي: آلات يمكنها أن تتحدث، وآلات يمكنها أن تفكر، وآلات يمكنها أن تشعر. وعلى الرغم من أن الجزء الأخير “الشعور” ربما يكون مستحيلاً دون أن يثير جدلاً واسعاً بشأن وجود الوعي، تمكن العلماء حديثاً من تحقيق خطوات واسعة مع الجزأين الأولين.

 

على مر السنوات الماضية، كنا نسمع الكثير عن الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والتعلم العميق. ولكن، كيف نميز بين هذه المصطلحات الثلاثة المبهمة نوعاً ما، وكيف ترتبط ببعضها البعض؟

 

الذكاء الاصطناعي “AI” هو المجال العام الذي يغطّي كل ما يتعلق بإكساب الآلات صفة “الذكاء”، وذلك بهدف محاكاة قدرات التفكير المنطقي الفريدة عند الإنسان

 

يمثل التعلم الآلي فئة ضمن المجال الأوسع للذكاء الاصطناعي، وهو يختص بمنح الآلات القدرة على “التعلم”. يتحقق ذلك عن طريق استخدام خوارزميات يمكنها أن تكتشف الأنماط، وتولد الأفكار انطلاقاً من البيانات التي تعرض عليها، لتطبيقها على عمليات اتخاذ القرار والتنبؤات المستقبلية، وهي عملية تتجنب الحاجة إلى برمجة الخطوات بطريقة مخصصة لكل إجراء ممكن بمفرده.

 

من الناحية الأخرى، يمثل التعلم العميق مجموعة جزئية من التعلم الآلي: إنه الفرع الأكثر تطوراً في الذكاء الاصطناعي، والذي يقرب الذكاء الاصطناعي أكثر من أي وقت مضى من الهدف المتعلق بتمكين الآلات من التعلم والتفكير مثل الإنسان قدر ما يمكن.

 

باختصار، التعلم العميق هو مجموعة جزئية من التعلم الآلي، حيث ينتمي التعلم الآلي إلى الذكاء الاصطناعي. تلخص الصورة التالية الترابط بين هذه العناصر الثلاثة.

 

الذكاء الاصطناعي: تسببت المراحل المبكرة من الذكاء الاصطناعي بإثارة الحماسة. التعلم الآلي: ثم بدأ التعلم الآلي بالازدهار. التعلم العميق: يقود طفرة الذكاء الاصطناعي بفضل إنجازات التعلم العميق. أسفل الصورة: منذ فورة التفاؤل الأولى في خمسينيات القرن الماضي، تسبب ظهور مجالات جزئية صغيرة من الذكاء الاصطناعي – في البداية التعلم الآلي، ثم التعلم العميق كمجال جزئي من التعلم الآلي – بإحداث انفتاحات أكبر لم يسبق لها مثيل.