يقول عبيدة البداينة: “إن ما يميز موسيقى الراب الغنائية عن غيرها، هو ضخامة عالمها ومكوناتها المعقدة التي لا يملك كثيرون أدنى فكرة عنها، فأداء الأغنية ليس مهماً كما هو الحال في أغاني الأنواع الموسيقية الأخرى، وبدلاً منه، هناك شيء آخر هو الإلقاء، وهو ثاني أهم مهمة لمؤدي “الراب”، أما المهمة الأولى الأساسية، والتي تعد المرجع الرئيسي في التمييز بين مؤدي الراب، هي كتابة الأغنية، فجميع مؤدو الراب يكتبون أغانيهم بأنفسهم وهنا يكمن السبب في التعرض للمسائل الشخصية المعني فيها المؤدي نفسه باستثناء قلة محدودة “مستهجنة” من قبل محبي هذا النوع، أما العناصر الأساسية للراب، فهي أربعة عناصر تتمحور على الأغلب حول التقنية المتبعة في كتابة كلمات الأغنية”.

وأضاف قائلا: “وأول هذه العناصر هو “الدفق”: ويقصد به التزامن والتوافق بين أطوال الأسطر في الأغنية والإيقاع، فحتى يكون الدفق جيدا، يجب أن يكون طول الأسطر متناغما مع الإيقاع، بحيث يتساوى عدد المقاطع في السطر الواحد مع تلك المقاطع في السطر الذي يليه، ومع سرعة الإيقاع، أو ما يسمى بالـ”تمبو”.

وتابع قائلا: “ثانيا، هناك عنصر “الإلقاء”: ويقصد به الأداء الصوتي من حيث إضفاء المعنى المراد على الكلمات المرددة من خلال نبرة صوت تتناسب وموضوع الأغنية، والتناغم الصوتي مع اللحن، بإظهار العاطفة الملائمة قي الوقت الملائم أثناء ترديد سطر معين، كالتعبير عن عاطفة الغضب برفع نبرة الصوت، أوالحزن والأسى بخفض النبرة، وإضفاء نوع من الهدوء والتأثر.”.

وأردف: “أما العنصر الثالث، فهو “الفكرة” أو “المحتوى”: فكأي عمل فني، لابد من وجود فكرة، أو عبرة، أو مغزى، أو مضمون لهذا العمل. وفي الراب، يقصد بالمحتوى، الموضوع الأساسي الذي تتحدث عنه الأغنية والمعاني المتجلية وراء الكلمات، ويمكن أن تجمع أغنية واحدة عدة مواضيع، تربطها فكرة رئيسية”.

وأخيرا وليس آخرا، قال: “التعقيد الكلامي”: وهذا العنصر هو الوسيلة الأفضل في التمييز بين مؤدي الراب الموهوب عن غيره، لأن مهارة التعقيد الكلامي تشير إلى إبداع حقيقي.