يُعرّف الأسلوب الأدبيّ بأنّه طريقة الأديب في التّعبير عن أحاسيسه وخلجاته النفسيّة وأفكاره وآرائه، وما يمرّ به من الأحداث المختلفة التي يصوغها بطريقة لافتة، مُراعيًا في نصه مجموعة من الخصائص التي من أبرزها:

 

١_توظيف الصور والخيال الفني:

إنّ الصورة الأدبية والخيال الفني هي بمثابة القاعدة الأساسية للعمل الأدبي، وهي ما يميز بشكل واضح الأسلوب الأدبي الذي يخاطب العاطفة عن الأسلوب العلمي الذي يعتمد على المنطق. أدركَ دارسو الأدب وناقدوه أنّ النص الأدبي الخالي من الصورة لا يعدو أن يكون كلامًا عاديًا ألِفَ الناس قوله واعتادوا سماعه؛ إذ إنّه لا تستساغ قصيدة دون صورة أدبية تميزها، ولا نص من دون خيال يهوي بالقارئ إلى قاع العاطفة.

 

٢_حضور الذاتية وإبراز العواطف:

إنّ الأسلوب الأدبي في تعريفه الأوّل هو تعبير عن مشاعر الكاتب وأحاسيسه وعواطفه، وبهذا المعنى فإنّ الأسلوب الأدبي يُعبّر عن شخص واحد؛ أي أنّه مليء بالذاتية والتجارب الشخصية. من أهم التجارب التي يمر بها الإنسان ويخلدها في كلماته هي تجربة العاطفة، العاطفة الصادقة التي تحتل جزءًا عظيمًا من كلمات الكاتب، ولفظة العاطفة في الأدب لم تُذكر إلا في العصر الحديث، على أنّ الشعر والأدب منذ القدم مليء بالعاطفة والمشاعر، فما الأدب سوى تلخيص لحياة إنسان على ورق يقرؤها الآخرون.

 

٣_ كثرة استخدام المحسنات البديعية بما أنّ الأسلوب الأدبي ينطوي في أصله على إثارة العواطف والأخيلة والأفكار وهو تعبير عن الذاتية، فلا بد أن يكون فيه اهتمامًا بالغًا بالمحسنات البديعية التي تأخذ ألباب القارئ، وتنطوي المحسنات البديعية على تفريعات كثيرة منها: الجناس، والطباق، والمقابلة، وغيرها. تُذكر المحسنات البديعية في الجملة العربية من أجل تحسين اللفظ والمعنى على حد سواء، وإيصال المطلوب للقارئ بسهولة وخفة.

 

٤_الاهتمام بالموسيقى اللفظية إنّ الأدب هو الموسيقى نفسها، موسيقى الروح التي تنبعث من الكاتب نفسه لتصل نحو القارئ عبر أثير من الكلمات التي يعقبها بعضه بعضًا، ومن الموسيقى اللفظية التي قسمها البلاغيون: السجع، والموازنة، والترصيع، والتصريع، والمواربة وغيرها.

م يقف ذلك عند حدود النص الأدبيّ النثريّ فقط؛ بل كان للشعر نصيب من ذلك؛ حيث صار الشعراء يتبارون فيما بينهم بموسيقى الكلام، سواء أكانت داخلية أم خارجية