متوالية الانفجارات واشتعالات التى تجتاح عواصم عربية المتزامن حدوثها مع تزاحم قوى خارجية وتكالبها على الأراضى العربية، تركيا تلهث على بترول ليبيا وتغزها عبر وكلائها المتتركين بالمنطقة وصولا إلى ما تسميه بمشروع الدولة الزرقاء، التى تستهدف ضم المياه المجاورة التى تتقاسمها دول فى المتوسط، وغيرها، فى مواجهة فرنسا التى ظهرت ملبية لنداء من أسمتهم “بى بى سى” بلبنانيين يطالبون بعودة الانتداب الفرنسى على لبنان عقب تفجيرات تشرنوبل لبنان التى وقعت فى بيروت العاصمة المنكوبة قبل أيام وشردت 300 ألف شخص.

ماكرون رئيس فرنسا لبى مطلب من اسمتهم بى بى سى بلبنانيين وعدتهم بـ36 ألف شخص زعمت توقيعهم على عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسى، ولم تبرز توقيعا أو اسما واحدا منهم، وخرجت بالمعلومة فجأة لعدد كبير لا يتصور قدرة أحد على جمع هذه التوقيعات بهذه السرعة، عقب واقعة تتجه نجه نحو الحزب المذهبى (حزب الله) الذى يقف على أعتاب محاكمة يكاد يحاكم فيها بتهمة قتل الشيخ رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الأسبق، وتتزامن التفجيرات التى قصد بها كشف أمرين والوصول إلى هدفين، فقصد بها كشف سيطرة حزب الله على الموانئ كليا، واستخدامها فى جلب النووى الذى تفجر، والوصول إلى أهداف إقتلاع حزب إيران من المنطقة، وهو ما يحتم تحويل لبنان إلى دولة منكوبة بدلا من دولة عاصمتها منكوبة، حيث يتوقع نقل صراع القوى الدولية المتحالفة والمتصارعة والمتنافرة إلى أرض لبنان.

الأمريكان كعادتهم عرضوا مساعدات للبنان، وهو نفس العرض الذى يتزامن مع إبرام الصفقات التى تحمل غالبا ملامح أعمالا برية مثلمات حدث فى إجتياح العراق من قبل الامريكان، وتزامن ذلك مع حديث ماكرون عن صفقة بخصوص لبنان، لباها لبنانيون برغبتهم فى عودة الانتداب الفرنسى لأرض عربية برغبة ممن ينتسبون إليها، وسط تساؤلات حول التخلى عن الانتماء بموجب فقدان الرفاهية، أم أذرع الإليزيه ببيروت؟، لمرحلة تشبه الاشتعال الثانى لبيروت عقب مقتل الرئيس رفيق الحريرى، وقبلها الاشتعال الأول الذى دام لـ8 سنوات فتنة وحرب طائفية أحرقت لبنان المتهدد بالحرق فى الاشتعال الدائر والذى يتأجج منذ أيام بنسف مرفأ بيروت، والتساؤلات دائرة: ماذا وراء تفجير المرفأ، ومن وراءه؟، وفى الأثناء وافق الرئيس نجل الرئيس سعد الحريرى ضمنيا على تدخل جهات خارجية فى الأزمة، قائلا لقوات الأمن الداخلى تعاونوا مع الجهات الخارجية فى تحقيقات الحادث، وذلك دون تلميح أو تصريح أو سؤال من أحد حول تدخل محققين دوليين فى بحث موضوع الإنفجارات.

ماكرون الرئيس الحالم باعتلاء قمة النظام العالمى، تحدث عن صفقة تخص لبنان، الكائنة فى شرق المتوسط، ذات منطقة الصراع الدولى، قائلا: سنقدم “صفقة سياسية” جديدة للقيادة في لبنان. وأضاف الرئيس ماكرون من شارع الجميزة: لبنان بحاجة إلى تغيير، محذرا من أن لبنان سيواصل الغرق، في حال لم تنفذ إصلاحات يضعها المجتمع الدولي شرطا للحصول على دعم يخرجه من دوامة الانهيار اقتصادى، وأعلن ماكرون أنه يريد تنظيم مساعدة دولية، بعد الانفجار الضخم الذي حول العاصمة اللبنانية إلى مدينة منكوبة.

وقال ماكرون من مطار رفيق الحريري الدولي لصحفيين “أرغب  بالمساعدة لتنظيم مساعدة دولية، ودعم لبيروت، ولشعب لبنان”، مضيفا “سنساعد في الأيام المقبلة على تنظيم دعم إضافي على المستوى الفرنسي وعلى المستوى الأوروبي، أود تنظيم تعاون أوروبي وتعاون دولي أوسع”. ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظهر الخميس إلى بيروت، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، وكتب على حسابه على تويتر فور هبوط طائرته “لبنان ليس وحيدا”، مستهلا زيارة لدعم البلد المنكوب جراء الانفجار الضخم.

واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون في مطار رفيق الحريري الدولي نظيره الفرنسي، هو أول رئيس دولة يزور لبنان بعد الكارثة التي وقعت الثلاثاء مسفرة عن مقتل ما لا يقل عن 137 شخصاً وإصابة خمسة آلاف آخرين بجروح. 

دعم بلاده للشعب اللبناني اليوم الخميس خلال زيارته لبيروت عقب انفجار ضخم في مرفأ المدينة لكنه قال إن لبنان الذي يعاني من أزمة “سيظل يغرق” ما لم ينفذ قادته إصلاحات. وأصبح ماكرون أول زعيم أجنبي يزور العاصمة اللبنانية منذ وقوع الانفجار الذي أودى بحياة 145 شخصا على الأقل أمس الأول الثلاثاء.

وسعت فرنسا منذ فترة طويلة لدعم لبنان، مستعمرتها السابقة، وأرسلت مساعدات طارئة منذ وقوع الانفجار لكنها تشعر بالقلق إزاء الفساد المستشري ومارست ضغوطا من أجل تنفيذ إصلاحات مع تصاعد الأزمة المالية في البلاد. وقال ماكرون لدى وصوله إلى بيروت إن تضامن فرنسا مع الشعب اللبناني غير مشروط لكنه قال إنه يرغب في إطلاع بعض الشخصيات السياسية على “حقائق مؤلمة عن الوضع الداخلي”.

وقال ماكرون للصحفيين “بخلاف الانفجار نحن نعلم أن الأزمة هنا خطيرة، وتتعلق بالمسؤولية التاريخية للقيادات”. وأضاف “لا يمكننا العمل دون أن نتبادل بعض الحقائق المؤلمة … إذا لم تنفذ الإصلاحات سيواصل لبنان الغرق”. وأشار إلى إصلاح قطاع الكهرباء والعطاءات العامة ومكافحة الفساد.

وعزا المسؤولون اللبنانيون الكارثة إلى مخزون ضخم من المواد شديدة الانفجار المخزنة منذ سنوات في ظروف غير آمنة في مرفأ بيروت. لكن كثيرين من اللبنانيين ممن فقدوا وظائفهم وشاهدوا مدخراتهم تتبدد وسط انهيار مالي حملوا المسؤولية للساسة الذين استفادوا من سوء الإدارة والفساد الحكومي المستشري منذ عقود.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى “عمل ملموس” خلال زيارة قام بها لبيروت الشهر الماضي وقال إن مطالبات المحتجين بالتغيير والشفافية “لم تلق استجابة حتى الآن للأسف”.