كتبت : إسراء عماد

قالت الروائية «هالة فهمي»، أن هناك من يعمل ضد الهوية الثقافية المصرية، مضيفة أن حدوث محاولات للقضاء على «أتيليه القاهرة»، «نادي القصة»، وتقزيم دور اتحاد كتاب مصر، وتهديد دار الأدباء، بالطرد، ليصبح مصيرهم مثل «نادي القصة»، ليس صدفة.

وأضافت «فهمي»، أن «نادي القصة»، مكان عريق، وهو ليس مجرد مقر، ويجب أن يتم التعامل معه على أنه أثر ثقافي، فكل قطعة «موبيليا»، استخدمها «يوسف السباعي، وإحسان عبد القدوس، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وطه حسين»، لها قيمة كبيرة، وكان لابد أن يتحول المكان لمتحف، مثلما يحدث في الدول المتحضرة، لا أن تُرفع دعوى لإخلاء المكان.

وتابعت «فهمي»:  “أن الثقافة المصرية، في مأزق وتُحارَب، ويحاول المثقفون التصدي لذلك بالمجهودات الخاصة، ومبادرات الشباب، مثل «القهوة البحرية»، في الإسكندرية، ولا نعلم من وراء تلك المؤامرة، واستكملت:  “أن ما يحدث في «نادي القصة»، جريمة برعاية وزيرة الثقافة؛  لأن مصير «نادي القصة»، المُعلق سيحل إذا تدخلت الوزارة، حينما لجأ لها مجلس إدارة النادي، للتفاوض مع ورثة «فؤاد سراج الدين»، أو بشراء المقر محل النزاع، ويصبح بذلك من مخصصات وزارة الثقافة، أو إذا ناشدت رجال الأعمال لشراء المكان، فهناك حلول كثيرة، لو كانت وزارة الثقافة، تدخلت في الوقت المناسب، لما كانت وصلت الأمور للمحاكم”.

وطالب «هالة فهمي»، كل المهتمين بالأدب والثقافة، سرعة التدخل لحل أزمة «نادي القصة»، ذلك المكان العريق، الذي تنعدم إمكانياته المادية، ومهدد بالطرد إذا حكمت المحكمة في 11 يناير 2021، بإخلائه.

يذكر أن «دار القضاء العالي»، أصدرت قرارًا صباح أمس الإثنين، 9 نوفمبر، بحجز دعوى ورثة «فؤاد سراج الدين»، لإخلاء شقتين، تستخدمان كمقر ل«نادي القصة»، في منطقة «القصر العيني»، للحكم في 1 يناير 2021.

وكان الأديب الكبير الراحل «يوسف السباعي»، قد وقع «عقد إيجار نادي القصة»، عام 1960، مع «فؤاد سراج الدين»، وظل النادي لستة عقود منارة ثقافية كبيرة في الوطن العربي، وترأس «نادي القصة»، على مدار سنوات عظماء الأدب العربي، من بينهم «محمود تيمور أبو القصة المصرية القصيرة، ويوسف السباعي، وثروت أباظة، ويوسف الشاروني»، وحصل أعضاء النادي، على جوائز الدولة الرفيعة.

وظل «نادي القصة»، يعاني، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وينتظر تدخل المسؤلين لإنقاذ تاريخ وذكريات عمالقة الأدب العربي، في مصر، التي حُفرت على جدرانه.