كتبت : منى محمود

حل فضيلة الشيخ د.”أحمد كريمة” ضيفاً على برنامج «التاسعة» التي يقدمه الإعلامي “وائل الإبراشي” عبر القناة «الأولى» ، وناقش الإبراشي موضوعاً مثير للجدل خلال هذه الحلقة ، وهو ملف “تعدد الزوجات”، وما هو رأي الدين في هذا الأمر .

وأوضح “كريمة” خلال هذا اللقاء رأي الشرع في تلك الأمر قائلاً: “الحكم التشريعي الأولى للزواج هو الإضاحة، وحينما يزعم إنسان أن تعدد الزوجات واجب أو سُنة مطلقة هذا إفتراء على الشرع، لذلك ففقهاء للشافعية والحنابلة قرروا أن يستحب أن لا يزيد الرجل في النكاح عن إمرأة واحدة”.

ووثق حديثه بأية من القرآن الكريم قائلاً :”ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم” سورة النساء ، كما استرشد بحديث للنبي (ص) قائلاً :”من كان له إمرأتان يميل إلى إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد ساقيه مائل” رواه الإمام النسائي والحاكم، وذلك لعدم العدل فللأسف هناك تفسير خاطئ يروجه الذين يعانون من “السعار الجنسي” ويريدون أن ينسبوا هذا للشرع.

كما استرشد بمطلع سورة النساء قائلاً:”وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا”.
وفسر هذا قائلاً:”ظهر الصحابة رضي الله عنهم إلى السيدة “عائشة” وقالوا يا أم المؤمنين ما علاقة العدل مع اليتامى بالتعدد؟ قالت فأجيبكم:”هناك صَبِيَّة جميلة لها جمال ومال ولعا قائم عليها يطمع في مالها وجمالها فيريد أن يتزوجها بغير مَهرٍ ،  فربنا بيقوله دعك من هذه الضعيفة واليتيمة وتزوج بغيرها بشرط أن لا تزيد عن أربعة؛ لأن كان قبل الإسلام التعدد مفتوح، وعندما جاء الإسلام جعله في أقل شئ وهو أربعة ، ولذلك بعض الصحابة لم تعدد على زوجاتهم مثل “على إبن أبي طالب” لم يتزوج على “فاطمة” ، والنبي نفسه مع السيدة “خديجة” في العهد المكي لم يتزوج إطلاقاً إلى أن ماتت فبدأ بالزواج عليها لإعتبارات مختلفة.

فعندما هاجر النبي (ص) كان عنده 53 سنة ، والرسالة جاءت له في الـ40 من عمره ، ويعني هذا أنه أمكث 13 عاماً لم يتزوج، حيث أنه تزوج على سن الـ55 سنة، وتوفى لديه 63 عاماً ، ويعني ذلك أن مرحلة التعدد عند النبي كانت بداية من 55 سنة فنستبعد منها الأمر الجنسي نهائياً؛  لأن هذا السن هو غموض الشهوة.

وأضاف فضيله الشيخ “أحمد كريمة” قائلاً :”أرجوا أن لا يفتح الباب في هذا الأمر لإن هناك بعض الجماعات المتسلفة الذين يزعمون أن التعدد سُنة ، لا التعدد ليس سُنة نهائي التعدد ماهو إلا جائز أو مباح، وهناك بعض الفتاوى الخاطئة التي تقول أن الأصل “التعدد” أقول له «كذبت»، فالأصل مثلما قال الحنابلة أن الإنسان يُستحب أن يقتصر على واحدة إن لم توجد هناك دواعي ومقتضيات.

ووجه رسالة لمن يريد التعدد قائلاً :”اللي عايز يتعدد لا ينسب الأمور الجنسية للشريعة، وإلا هنا بيهين الشرع ، فالشرع دعا للتعدد لبعض الأمور والمقتضيات ليس من بينها السعار الجنسي”.

وأنهى حديثه قائلاً :”يا سيدي الأصل في الزواج ليس لإشباع الجنس، دا يبقا إهانة”، واسترشد بالقرآن الكريم قائلاً :”ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأية لقوم يتفكرون”.

وعلل على هذه الأية قائلاً :”في هذه الأية الكريمة الله  وتعالى لم يذكر الجنس ، فلا علاقة بين التعدد وبين الإشباع الجنسي ، ويبقى التعدد هو مشروع صحيح لكن ليس واجباً ، فهو مباح في أصله إذا وجدت المقتضيات والدواعي أما إذا لم توجد يبقى الإنسان يقتصر على واحدة”.