تقرير : شروق السيد

على مر عقود من الزمن ، تعرضت الطائفة السامرية ،” طائفة يهودية ذو أقلية عددية” ، لمضايقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما أثار تساؤلات عديدة تسعى لإيجاد أجوبة عن طريقة تعامل إسرائيل بكونها البلد الذي يضم يهود العالم ،مع تلك الطائفة التي لا يتجاوز عددها 820 شخصا،فلماذا هذه الطائفة بالذات ؟.

“من هم و إلى المكاتب أي أصل ينتمون”

الطائفة السامرية و تعني بالعبرية “שומרונים”،و بالعربية “شمرونيم”، وفي التلمود يعرفون باسم “כותים”
بالعربية “كوتيم” ، وهي مجموعة عرقية دينية تنتسب إلى بني إسرائيل وتختلف عن اليهود إذ يتبعون الديانة السامرية المناقضة بشكل تامي لليهودية رغم اعتمادهم على كتابهم المقدس “التوراة” لكنهم يعتبرون ،التوارة الخاصة بهم هي الأصح و غير محرفة وأن ديانتهم هي ديانة بني إسرائيل الحقيقية،ويسكنون بين قرية “لوزة في نابلس” و منطقة “حولون” بالقرب من “تل ابيب”.

يرجع أصل الطائفة إلى (أسباط بني إسرائيل)، وتعد مدينة “نابلس”،التي كانت تسمى “شخيم” موطنها، فيما يتجه أفرادها في صلاتهم نحو جبل “جرزيم او جبل الطور في نابلس الفلسطينية “، أما الطائفة الأخرى (اليهود) تأخذ مدينة “أورشليم” أي القدس موطنا لها و تتجه في صلاتها إلى جبل “صهيون”، ويلقب اليهود باسم “العبرانيين” ، أما “السامريون” ، ينسبون إلى “شامر” الذي باع جبلا للملك “العمري” وبنى عليه مدينة “شامر” ،والتي حرفت إلى سامر ومن ثم السامرة ،نسبة لملكها الأول شامر ، و لكل طائفة توراة خاصة بها، فالعبرانيون لهم التوراة العبرانية والسامريون لهم التوراة السامرية.

ظهر الخلاف بين الطائفتين بعد العودة من “السبى البابلي”، إذ تمسك كل طرف بتوراته على أنها التوراة الصحيحة غير المحرفة، و يعتقد السامريون بأنهم الأتباع الحقيقين لسيدنا “موسي عليه السلام” ،الذين خرجوا من مصر الي فلسطين منذ أكثر من 3600 عام، و تعني كلمة “سامر او شامر” المحافظ الذين يتبعون ويملكون النسخة الاصلية من التوراة.

“وجه الاختلاف بين اليهودية السامرية و اليهودية الإسرائيلية”

تتكون “التوراة السامرية” من خمسة أسفار هي:  ( التكوين -الخروج-الاحبار-العدد- تثنية الاشتراع)، وتختلف التوراة السامرية عن التوراة العبرانية في بعض الألفاظ والمعاني.

حيث يوجد 7 آلاف اختلاف ، أبرزهم نقل يهود العبرانية “إسرائيل” القدسية من جبل “جرزيم” الي مدينة القدس، حيث في اعتقاد السامريين ان الجبل يتوسط العالم مطلقين عليه اسم ” قلعة العالم”،و هو المقدس في التوارة الخاصة بهم.

“علاقتهم بفلسطين”

الطائفة السامرية تحتفظ بالهوية الفلسطينية بالرغم من قيام إسرائيل بإعطائهم الجنسية الإسرائيلية؛ لأنهم حسب ما ورد عن الهيئة السامرية بنابلس أنهم جزءا أصيلا من دولة فلسطين ، كما أنهم تربطهم علاقة قوية بأهل مدينة نابلس ، ويتكلمون لهجتهم بطلاقة،كما أنهم يشتركون معهم في العادات والتقاليد الاجتماعية والإنسانية ، ويرون انهم لا يعتبرون العرب اعداءا ابدا بل أنهم أبناء عمومتهم بل أنهم و العرب جنسا واحدا من اصلا واحدا.

“أركان و عقيدة الديانة السامرية والتشابه مع الدين الإسلامي”

تقوم عقيدة السامريين على أركان خمسة وعلى السامري أن يؤمن بهذه الأركان جميعها، حتى يحق له أن يحمل اسم سامري، وهذه الأركان هي :-
1- وحدانية الله، أي أنه لا يوجد له شريك ولا مشير ولم يلد ولم يولد أبدي سرمدي قادر كامل.
2- الإيمان بأن سيدنا موسى رسوله وحبيبه وكليمه ولا إيمان بغيره البتّة.
3- الإيمان بأن التوراة (الخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس) هي شريعة الله.
4-الإيمان بأن جبل جرزيم هو قبلة أنظار السامريين ومحجة قولبهم وهو الواقع مقابل جبل عيبال جنوبي مدينة نابلس.

5-الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس بيوم القيامة.

أما عن اللغة السامرية فهي اللغة العبرية القديمة، لغة الإشارة والتصوير، كل حرف منها يشبه أحد اعضاء جسم الإنسان، وتعد أقدم لغات العالم أجمع وتتألف من 22 حرفا، تقرأ من اليمين إلى اليسار. وأقرب اللغات إلى العبرية القديمة هي اللغتين الآرامية والعربية لكونها لغة سامية.

أما اللغة اليهودية فهي لغة أشورية قام الربي أي ،”الحاخام عزراهسوفير” بتغييرها من العبرية القديمة إلى اللغة الآشورية في عهد قائدهم “زروبابل” قبل حوالي 2300 سنة.

الصلاة عند السامريين هى بمثابة التقرب من الله، تأمل وتشفع وابتهال وتضرع، وتقوم مقام القرابين التى كانت تقدم في الهيكل ، والسامريون يصلون يوميا صباحا عند الفجر ومساء عند الغروب، وكل منها بسبع ركعات، أى أن صلوات السامريين فيها ركوع وسجود و قدسية يوم السبت هناك سبع صلوات، يؤديها السامريون في الكنيس السامري، بإمامية أحد الكهنة، ولا يجوز للسامرى أن يزاول أى عمل يوم السبت مهما كان نوعه، سوى تحضير طعاما باردا.
إضافة إلى طهارة الجسم، حيث يسبق الصلاة الوضوء بغسل الأعضاء المكشوفة، ثلاثا لكل منها، مع قراءة آيات مخصصة من التوراة، على كل عضو تدل على نوعية حركته.
كما تعتمد الديانة السامرية على الطهارة، وهى ركن الدين وأساسه، فالرجل لا يجوز أن يخرج من البيت إلا إذا كان طاهر البدن، وعليه الاغتسال فور عملية الجماع، واذا لمس من الحيوانات المحرم أكلها أو لمس ميت.

و بالنسبة للمرأة السامرية بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، لا يجوز لها ان تلمس الإنسان السامرى أو أي شيء من حاجة البيت أثناء العادة الشهرية والتى تستمر سبع أيام، تكون فيها منعزلة في فراشها الخاص، ويلى أيام طمثها هذا الاستحمام بالماء، أما إذا ولدت ابنا ذكرا فإنها تبتعد 41 يوما، لكن إذا ولدت انثى فانها تبتعد 80 يوما، يحق لها فقط الاعتناء بولدها الرضيع، وتستطيع مزاولة وظيفتها وتعليمها خارج البيت فقط.

“لماذا تحارب إسرائيل السامريين”

يذكر في هذا الشأن “عبدالله واصف توفيق” ، الكاهن الأكبر للطائفة السامرية، وهو من مواليد عام ١٩٣٦، وكرس نفسه ووقته لدراسة الفقه السامري، وهو من مؤسسى نقابة العمال الفلسطينية، وحاليا عضو المجلس المركزى الفلسطينى التابع لمنظمة التحرير منذ عام 2018، أن إسرائيل تحاربهم؛  بسبب كونهم يكرهون السياسة التي تتبعها إسرائيل، ولا يقبلون الانخراط في الصراع العربي الإسرائيلي حيث أنهم خلق الله ويريدون فقط ما يرضي الله .

وأبرز اسباب مضايقات إسرائيل لهم بأن الجيش الإسرائيلي يغلق منطقة جبل “جرزيم” المقدس، والذي يحجون إليه ويعتكفون معظم أوقات العبادات والأعياد في هذا المكان الإلهة على حد قولهم ، وذلك بسبب رغبة اليهود الإسرائيليين في التنقيب عن الآثار الموجودة بالمنطقة لمحو قدسية الجبل والاعتقاد السامري تماما.