بدت الطرق كثيرة ومتعدده الاوجه والمنعطفات شئنا أم أبينا فلابد من أتخاذ مسلك يتسق مع مرادنا ربما , أو لكونه يميل مع أهوائنا التى أصبحت لها سلطة قوية نستشعر معها بالضعف والقوة معا .

ولكل طريق هناك دليل خفى وقد يكون ظاهر يبعث لنا بمؤشرات السلامة أو الندامة وقد يأخذنا إلى مسلك التضليل في شكل تسويف أو قياسات غير مناسبة , وعن أهمية الدليل فى اى طريق هو كم الدافعية الوضاءة التى تجعلنا نستشعر بالأمان والقوة .
غاب عن البعض المبحث الصحيح والمشهد الصريح لحالة التصدع الداخلي بين جائز أو مجيز أو ربما أو نهايتا فاليذهب كل منا إلى الجحيم , فقد أستصاغ الهوان طريقا واللامبالاة مسلكا دون ضمير منه يخبرة اننا نمضى إلى حيث اللاعودة ونكتب على جبيننا الخيبة , ومع كلا يبقى المشهد مأساوي ملىء بالضجيج والعويل والصراعات المفرغة بين بنى البشر دون وقفة أو رهبة , تكالبت علينا الطرق بدلائل دخيلة هزلية ومع ذلك خطفت المشهد من كل الطرق الرصينة الاصيلة ، ضاقت الطرق واختلطت الدلائل وكأن المنهجية الحديثة هو التضيق بحبل خانق حد الغيبوبة ومع كل مرة بيزيد الخناق تتفرع الطرق وتتشعب المسالك وتتبدل الدلائل , أصبح الموقف عصيب على من تبقى لهم القدر الكافى من الإدراك والوعي الذى أصبح بمثابة عملة نادرة في وقت أصبحت العقول داخل حلبة من القتال البرجماتى البحت .

وعلى كافة المستويات الحياتية التى أصبحت بين اعتيادية أو تقليدية يصحبها الضبابيات والضوضاء نجد أنفسنا مرتدين أقنعة كثيرة على مدار اللحظة وليس اليوم فقط فنجد الأم متعددة الاوجه بين صارخ وحنون وبين محفز إيجابي وبين إحباطي مباشر بين الصح والخطأ فى آن واحد , ونجد الأب سلطوي النزعه وبين سلبي غير قابل إلى ألتزام وبين عصبية وتعصب مفرط وبين هدوء وبرود حد الجنوح والاضطراب , نجد مديرين يحتاجون مدراء ورقابة بقوة حديد وفى نفس الوقت نجد فيهم يميل إلى حيث الهوى والتفويت , اجيال صغيرة أصبح لها أصوات دون معيار إلى انساق فنحن نعيش اليوم فى زمن الأبواق .

ضاقت الطرق على أصحاب الضمائر منا وتشتت الاوجة واختنقت الاحداق وأصبح لسان حالهم وليذهب كلا منا إلى طريقة ويتخذ من قيمة ومبادئة صاحبا صدوقا مهما أغلقت فى وجهه الأبواب , طأطأ الرأس لحظتا غير مكترث بتكالب الأغبياء فإن غدا لناظرة قريب هكذا أخبرونا الأجداد هى الحياة كبد وجميعا لم نخلق سعداء , لنرى الصح صحيحا ونتمسك بطوق النجاة وليغرق المدعى والغبي وأصحاب المصالح فى سبات الجهل والضلال والخيبات ،ويبقى أصحاب الضمير اليقظ يهمسون فيما بينهم إلى أين المفر ومتى المستقر ؟

لاسيما أن هناك دوما حاله من الأسئلة المتعددة حول الفطرة السوية التى دعت لها الأديان السماوية دون تشدق أو تعصب غلب دوما على الأجابة أنها فى منزلق مخيف بين برجماتية بحته وبين تقديس الذات دون غيرها والأغرب من ذلك هو عدم الاستنكار بالخروج عن السويه المعروفة ، يراهن البعض منا دوما على متغيرات الحياة فى حين نجد أن الاغلب منا مكبل التفكير لا يعلم الى أين يذهب وإلى متى سيظل عالق فى تلك المنطقة الضبابية .

بدت الطرق متشعبة وأيضا متفرقة ولكل وجه طريق ولكل طريق منزلقات وصعود وهبوط ، ولكن يبقى هناك مردود واضح فيما يتعلق بهؤلاء الشخوص المتسامحون اللذين شاهدوا خلال معتركات الحياة ماشاهدوا ولقوا من رحله المد والترحال عبر مفترق طرقهم مالاقوا .